الجزائر

الكويت تحترق وعلى أبناء الأسرة الحاكمة إطفاء حريقها



الكويت تحترق وعلى أبناء الأسرة الحاكمة إطفاء حريقها
حرائق الجهراء ما هي إلا إشارة مادية للحرائق المعنوية التي تشتعل في الكويت وتكاد تأكلها بأكملها دون أن تترك أحداً.. نعم الكويت تحترق بكل ما تعنيه هذه الكلمة من مدلولات. لعلنا مضطرون إلى أن نعيد على مسامع القارئ ما يطرق أذنيه كل يوم تقريباً ليتضح هدفنا من المقال فقط. وإلا فالصورة واضحة جداً في فكر كل كويتي.
- الفساد الذي اصبح هو السمة العامة لكل شيء تقريباً حريق يشتعل في جسد الكويت دون أن يجد من يطفئه. الفساد مؤسسي وليس فرديا وهناك جهات منظمة ترعاه. أصبح لدينا مناعة ضد حكايات الفساد. لم يعد أحد يستغرب من سماع خبر سرقة بملايين الدنانير، أو إهمال يؤدي الى كارثة. لا أحد أبداً أصبح يثق بأي جهاز سواء أكان حكومياً أم أهلياً. الفساد بهذا الحجم أصبح حقيقة في الكويت حتى لو صاحبت بعض حكاياته مبالغ فيها لكنه يبقى حقيقة.
- الفتنة الطائفية والفئوية أصبحت شبحاً يخيم على كل مناحي حياتنا. دعنا عن تنميق الكلام ولنتكلم بالكويتي القح. ثمة طرح شيعي طائفي مقيت لم يعرفه شيعة الكويت وهناك تجاسر على مبادئ الدين الذي كان وما زال يدين به أهل الكويت، وأطروحات سياسية لبعض الشيعة واضح منها أنها خارجية. بالمقابل هناك طرح لبعض السنّة متطرف الى حد الجنون. بعض الحضر يريد أن يلغي البدو وأبناء القبائل من الوجود الكويتي يعتبرهم "لفو...قيز..". بعض أبناء القبائل يرد بذات القسوة. يعتبر الحضر حرامية فئويين "أهل رميلة". التجار يعتقدون أن لهم الحق في كل شيء دون أي مقابل أو محاسبة. عامة الناس يرون أن فئة التجار لهفت كل شيء دون وجه حق... والى آخر هذه الاطروحات التي اصبحت سمة حديث الشارع. بلا شك أن هناك قلة عاقلة من كل هذه الفئات، لكنها صامتة أو صوتها ضعيف لا يكاد يسمع في مقابل هذا الصوت العالي للاطروحات الغريبة.
التناحر السياسي - الاعلامي صورة لا تحتاج الى شرح لانها أوضح من أن توضح للقارئ ويكفي أي شخص أن يقرأ كلمة "تناحر" ليستذكر صورة قاتمة عن الوضع في الكويت.
- هذه المشاكل يقابلها تلقائياً ووفق قانون الحركة إهمال لكل جوانب الحياة المدنية: تربية... فن... تطور... تنمية... اقتصاد... تشريع... الخ وقل ما شئت من جوانب أهملت لهذه الأسباب.
- الكويت فعلاً تحترق... يحترق كل ما فيها. وكثير منا يلقى باللائمة على جهات يراها هي المسئولة... والصحيح أن كل الجهات مسئولة مسئولية كاملة. ويبقى أن الحكومة، ولأنها صاحبة القرار، تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية.
- الحكومة اليوم – ووفقاً لهذه التجاذبات ومراكز القوى السياسية والتجارية والمجتمعية والتي غالباً ما تكون أقوى من الحكومة – لا يمكن أن تقوم بعملية الاصلاح دون أن يساندها "ظهر"... "ظهر" يرسم معها خطة انتشال وطريقة عمل لهذه الخطة.
لنتكلم بصراحة أكثر. على الأسرة الحاكمة اليوم أن تعي أننا نواجه خطرا حقيقيا... خطر قد تكون له عواقب تودي بنظام الدولة السياسي أو حتى نظامها الاجتماعي، المؤسسي. هذا الخطر لم يعد خافياً على أحد ولن تستطيع أية حكومة صدّه إلا إذا تنبهت أقطاب الأسرة الحاكمة لخطورته وعملت على مواجهته.
كل محاولات القوى السياسية اما باءت بالفشل أو أنها ستبوء به لأن قوى الفساد المؤسسي أصبحت أكبر من أي قوى أو مؤسسة تشريعية أو تنفيذية... على أقطاب الأسرة أن يقوموا بدورهم وواجبهم تجاه الوطن وأن لا يستصغروا هذه المشاكل والآفات فانها فعلاً ليست بصغيرة.
لا يحاججنا أحد بقوله أن أقطاب الأسرة الحاكمة لا دخل لهم. فهناك حكومة تعمل وبيدها القرار. ما نعانيه والحريق الذي يأكل الكويت أكبر من أي حكومة. الكويت فعلاً تحترق لا تجاملوا بالقول وليس بيد أحد، أيا كان، إطفاء هذا الحريق سوى مؤسسة الحكم التي يجب عليها القيام بدورها تجاه الوطن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)