الجزائر

"الكناس" يطالب بإحداث القطيعة مع الإصلاحات الجامعية السابقة




دعا المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي إلى ضرورة التغيير في الجامعة التي وصلت إلى حالة الانسداد بفعل الإصلاحات السابقة على مدار 10 سنوات كاملة، والتي عجلت بتغليب ”الكم” على ”الكيف”، واعتماد ”النظرة التمييزية والاقصائية في تخصصات على حساب تخصصات أخرى”، مطالبا في السياق ذاته بإحداث القطيعة مع الأخطاء الماضية والتي لا تزال تقيد مسؤولي القطاع عامة وترغمهم بالاستمرار فيها.وأوضح المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي أن الوضعية الحالية التي يعيشها القطاع تبعث على القلق، حيث وصل الأمر إلى الانسداد بالرغم من الإصلاحات التي باشرتها الحكومة منذ 10 سنوات خلت، وارتكزت في الأساس على تخصيص أغلفة مالية كبيرة للقطاع بتمكينه من الاستفادة من هياكل جديدة وتحويل مراكز جامعية إلى جامعات وجامعات إلى أقطاب جامعية، وشمل هذا الإجراء كل الوطن عن طريق مراسيم تنفيذية، وسعت الحكومة والوزارة الوصية معا كذلك إلى محاولة تحسين الخدمات الجامعية ورفع طاقة الاستيعاب، دون أن تنسى كذلك التركيز على ”الكيف” بدل ”الكم”، لكن ”اتضح جليا بعد ذلك أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل أمام استمرار الوضع على حاله”.ويبدو حسب منسق ”الكناس”، عبد المالك رحماني، في حديثه ل”الفجر” أمس، أن ”كل الإصلاحات التي تمت وصلت إلى طريق مسدود والوزير الجديد محمد مباركي عليه التغيير، وذلك بقرارات جريئة وشجاعة سياسية، وحتى السلطات العمومية ملزمة هي الأخرى بذلك من خلال إحداث قطيعة لتجاوز التبعية، فكيف يعقل مثلا تأسيس مدارس عليا خاصة في العلوم والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية تقصى من هذا الإجراء، بالرغم من أننا بحاجة إليها في الوقت الراهن كونها هي القادرة أن تكون مستقلة من حيث علم خاص بذاتها مقارنة بما يحدث في العالم من تغيرات ومستجدات”.وأضاف رحماني ”يجب التغيير في الجوهر والأساس ولا يجب أن تبقى مطالبنا تتعلق بالسكن ورفع الأجور، وهنا يجب القول إن كل شيء مقرون بالقدرة الشرائية وضرورة تحسينها، كما يجب على مسؤولي القطاع تفادي سياسة الترقيع والحلول الظرفية التي لا طائل من وراءها، وهذا بسبب أنهم لا يتوفرون على الشجاعة الكافية وعلى حرية التحرك وإصدار القرار لإحداث التغيير والقطيعة للنهوض بقطاع التعليم العالي”. وأضاف المتحدث أن ”الجامعة أصبحت روضة كبيرة للكم”، على حساب الكيف، وهذا لافتقادها رؤية مستقبلية، واقتصر التركيز فيها على تسليم الشهادات فقط على الطلبة، بل تحتاج الجامعة إلى فعالية مردودية وأن تكون الشهادات الممنوحة ذات قيمة لخدمة التنمية الوطنية في كل القطاعات على الصعيد الاجتماعي، الثقافي، والاقتصادي، معلنا أن المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي عقد اجتماعا منذ أسابيع خلت مع وزير القطاع محمد مباركي وتم فيه التطرق لكل كبيرة وصغيرة. وفي السياق ذاته، ذكر المتحدث أن ”الكناس” عقد مؤخرا اجتماعا للمكتب الوطني ناقش فيه الأعضاء كل المطالب المهنية والاجتماعية والمشاكل التي يعاني منها القطاع، ووضع استراتيجية وتصور لحلها بالنظر إلى خصوصياتها وتعقيداتها مع المرحلة الراهنة التي باتت تفرض علينا الإسراع في ذلك، معلنا عن عقد اجتماع للمجلس الوطني خلال الأيام القليلة القادمة لبحث كل هذه المسائل والملفات.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)