صدر هذا الرثاء لحال اللغة الفرنسية في معقلها الأول – فرنسا في شهرية العالم الدبلوماسي بتاريخ ديسمبر 2010 تحت عنوان "اٌجتياح الكل اٌنكليزي: النخب تضحي باللغة الفرنسية" بقلم غاستون بيلي (G.Pellet)، وفيه الكثير من التنديد بما تعانيه الفرنسية من تهجين واٌحتقار النخب والمسؤولين الرسميين.
ننقل إلى العربية هذا "النداء الاستغاثة" لإنقاذ الفرنسية وهي تتقهقر في عقر دارها بدون تعليق ونأمل أن تنشر إحدى الصحف الصادرة بالفرنسية في بلادنا المقال بنصه الأصلي حتى لا يتعجب البعض ولا يستنكر البعض الآخر وجود جمعيات في الجزائر والمنطقة العربية تدعو لحماية اللغة العربية من "الكل فرنسية" "وهناك في المشرق من الكل اٌنجليزية"، (في الهامش رقم -9- عينة من تلك الجمعيات والهيئات في فرنسا).
لا تحمل هذه السطور والترجمة التي تليها أي دافع للتحريض ضد الفرنسية أو استصغار أية لغة أخرى، فمن حق أية أمة الاٌعتزاز بلسانها وثقافتها، فلماذا نكون نحن الأستثناء من هذا الحق المشروع؟ !
يعرف الكثير من أهل الرأي موقعنا على خريطة القوة الدوليّة والسلطة المعرفية والتكنولوجية في عالم مترابط (interdépendant)، وهم على وعي بأننا في حاجة إلى تلك اللغات والثقافات وحمولتها العلمية والإبداعية، كما كانت هي في حاجة إلى ما حملته العربية من علوم وفنون في عهود سابقة.
وأيا كان وضع العربية في البلاد التي ترسمها في دساتيرها، فإنه ليس من صالح الجزائر أن تكون ساحة مفتوحة للصراعات الثقافية لصالح الاٌمبراطورية الفرنسية الآفلة، ومنافستها الأكبر المصابة بهرم الشيخوخة، وخليفتهما الأمريكية التي ينخرها جبروتها الظالم مثل روما البائدة.
مصلحة الجزائر في تثمين مؤهلاتها التاريخية والراهنة وتعبئة الموارد والكفاءات لبناء قوتها الذاتية غير التابعة، والمشاركة الفاعلة في شؤون العالم والوقوف إلى جانب بني الإنسان المكافحين لتحقيق الحرية والعدل والتقدم وفاء لتضحيات كل الأجيال من أبنائها وأهداف ثورتها الشعبية المبشرة بآفاق واعدة.
إن العربية في الجزائر ليست مسألة إيديولوجية أو منصّة سياسوية لحزب أو مذهب أو طائفة عرقية، إنها من ضمانات التجانس المجتمعي ومن دعائم الوحدة الوطنية أساس قوة الجزائر الأول الذي يعزّزه البعد الأمازيغي وتراثه المشترك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/12/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد العربي ولد خليفة
المصدر : اللّغة العربية Volume 13, Numéro 2, Pages 13-21