الكفيفة يمينة عبد المؤمن حفظتُ القرآن بمسجِّل صوتي في ثلاث سنوات

 استطاعت عبد المؤمن يمينة، أن تتجاوز عجزها البصري، وتتفوّق على أستاذتها في حفظ القرآن الكريم، في مدّة ثلاث سنوات مستعينة بمسجّل صوتي استعاضت به عن حاسة البصر.
هل لك أن تحدثينا عن سبيل اهتدائك لكتاب الله، ومَن كان يقف وراء ذلك؟
 دخلتُ للمسجد المرّة الأولى منتصف شهر فيفري من العام ألفين وتسعة، ولم أتلق تعليماً قبل ذلك اليوم في أيّ مدرسة طول حياتي، كنتُ فقط أحفظ بعض الآيات عن والدي وإخوتي، فذكّت رغبتي لحفظ المزيد، فالتحقتُ بالمدرسة القرآنية التابعة لمسجد ''غار حراء''، الّذي يتوسّط حي عين الدفلى بمدينة فالمة حيث أقيم، وهناك التقيتُ بالأستاذة ''سعاد فاضل''، الّتي أدين لها بالفضل الكبير، فاشترت لي بعد مضي شهرين من التحاقي بالمدرسة ''مسجّلا صوتيا'' وشجّعتني على الحفظ، وتمكنتُ في فترة تدريبي معها من حفظ ستة أحزاب تدريجياً بمعدل خمس آيات يومياً، وأقوم بمراجعتها عند عودتي للمنزل، حيث ذلّلت الآلة الكثير من العقبات، فبدأت بالسور القصار من ''النّاس'' وحتّى ''المجادلة''، حتّى أتمتت الستة أحزاب الأولى.
 كيف وُفًقت لحفظ القرآن الكريم في هذه المدّة الّتي تعتبر قياسية بالنسبة حتّى للأصحاء؟
  حرصتُ على أن أختم ثلاثين حزباً في سنة، وكان ذلك يتطلّب منّي الكثير من الجهد، وسطّرت برنامجاً فلا أنام حتّى الفجر، وأتمّ الحزب الّذي بدأته، وأستعين بالمسجل الصوتي وبتلاوة الشيخ ''ياسين'' في تكرار ما أحفظه، والحمد لله أتممتُ ذلك، وحالياً أقوم بمراجعة ما قرأته، وبقيت مواضع التّشابه لم أبد لها ملاحظاتي، فهي إشكال بذاتها بالنسبة لي، كما أنّني ورغم تدريبي على أحكام التلاوة أجد صعوبة في التّقيّد بها، وأتمنّى أن أٌتمّ قراءة القرآن وحفظه على أكمل وجه، وقد تحصّلتُ على شرف خوض بعض المسابقات والتّفوق فيها بدعم من معلّمتي.
هل يمكن أن تصفي لنا شعورك حين أتممتِ حفظ كتاب الله؟
 لا يمكن أن أصوغ لكم شعوري عندما ختمتُ القرآن الكريم أنا وشقيقتي شهر جوان الماضي في بضع كلمات، بكيتُ كثيراً من شدّة الفرح، وكانت سورة ''الحِجر'' آخر السور الّتي حفظتها، لأنّني لم أكن مقيّدة بترتيب المصحف بل اعتمدت على الأشرطة، وبذلك تحقّقت أمنيتي الّتي طالما سألتُ الله أن يوفّقني لبلوغها، وكنتُ على خطى والدي، وتفوقت على أستاذتي، وبقي شقّ آخر من أمنيتي أن أزور بيت الله الحرام.