احتضنت جامعة تبسة ملتقى تحسيسيا دوليا حول سرطان الثدي لدى المرأة الشابة، مؤخرا، تحت إشراف ورعاية مديرية الصحة والسكان وجمعية التكوين المتواصل للأطباء لولاية تبسة، ضم السلك الطبي وشبه الطبي، وجمعا غفيرا من النساء اللواتي لهن اهتمام بهذا النوع من الداء ومعرفة كيفية الوقاية منه.أكد البروفيسور علواش، مختص في أمراض الأورام السرطانية، في مداخلته التي تمحورت حول الكشف والعلاج المبكر لأمراض السرطان بالجزائر، على وجوب تحديد مدى انتشار هذا الداء بالجزائر وذلك من خلال دراسة مفصلة على المستوى الوطني، تمكن من تحديد عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي وسبل الوقاية منه، مع وضع برنامج وطني عن طريق قوافل وخلايا عبر جميع البلديات والمناطق النائية للتحسيس بهذا المرض، فيما أكد المشاركون في الملتقي على ضرورة القيام بدراسات خاصة لتحديد المجموعات السكانية الأكثر إصابة به، ووسائل الوقاية منه.كما أوصى البروفيسور بأن تكون الدراسة المعدة حول سرطان الثدي تحت إشراف مديرية الصحة بالولاية وجمعية الأطباء للتكوين المتواصل بالتنسيق مع الجمعيات الفاعلة كجمعية الحياة وجمعية الضحى بتبسة للكشف المبكر عنه والتي ستشكل قافلة تحسيسية تجول كافة بلديات الولاية (28 بلدية)، حيث ستباشر هذه القافلة رحلتها العملية أو نشاطها ابتداء من 15 جانفي على أن تهتم في المرحلة الأولى بالبلديات الكبرى بالولاية، أي التي تضم أكبر تعداد سكاني.وقد دعا المشاركون في هذا الملتقى، مقارنة بارتفاع عدد الحالات الاصابة بسرطان الثدي بالولاية والتي (فاقت 500 حالة حسبما هو مسجل رسميا) إلى إنشاء هياكل جديدة، مع ضرورة استعجال عمليات إنجاز مشاريع ومرافق صحية لمكافحة داء السرطان، تكون مجهزة بتجهيزات حديثة ومتطورة، ناهيك عن توفير الإمكانيات المادية والبشرية. وفي سياق ذلك، طرح البروفيسور علواش نقطة هامة للتحكم في هذا الداء الخطير، متمثلة في خلق مراكز فحوص، وكشف مبكر للأورام السرطانية، وزيادة عدد أجهزة الكشف المبكر والمتابعة، مع ضرورة التنسيق بين القطاعين العام والخاص لتحقيق نتيجة جيدة تتم من خلالها متابعة تطورات المرض بدقة، وفتح مراكز متخصصة في العلاج بالأشعة باعتبار أن له دورا أساسيا في تخفيف الآلام وفي علاج وشفاء سرطان الثدي، كما يمكن له أن يستعمل كعلاج مساعد بعد إجراء العملية لتقليص خطر عودة السرطان من جديد للمريض.وقد نصح الأطباء المشاركون في الملتقى بضرورة الكشف المبكر عن السرطان لأهميته في العلاج، كما أن أكثر من 90 % من المريضات المصابات بسرطان الثدي في مرحلته الأولى يمكن شفاؤهن، أما الحالات المصابة بالداء في مرحلته الرابعة فتكون عموما غير قابلة للشفاء، ولكن بفضل طرق العلاج الحديثة ما بين 40% و 50% يمكن أن يعشن مدة أطول. وقد أوصى المشاركون في الملتقى جميع النساء بين 40 و 49 سنة بالخضوع لتصوير الثدي بالأشعة مرة على الأقل كل سنة واللواتي يتراوح سنهن بين 50 سنة فأكثر على الأقل مرة كل سنتين من أجل تشخيص الداء والتحكم فيه.جدير بالذكر، أنه قد تم في شهر جويلية 2014 فتح وحدة خاصة بمعالجة الأورام السرطانية بالمؤسسة الاستشفائية بوقرة بولعراس ببلدية بكارية، 10 كلم شرق عاصمة الولاية تبسة، تعمل بالتنسيق مع وحدة الأورام السرطانية للمستشفى الجامعي بولاية عنابة، حيث أحصت وحدة المعالجة بها 164 حالة إصابة تتابع علاجها بالمصلحة، منها 74 امرأة مصابة بسرطان الثدي.للإشارة، أجرى البروفيسور علواش من مستشفى باريس زيارة خاصة للمؤسسة الاستشفائية خالدي عزوز بعاصمة الولاية تبسة، أشرف خلالها على إجراء فحوصات طبية للعديد من المصابين بداء السرطان، كما قام بإجراء عمليتين جراحيتين لمصابتين بسرطان الثدي بالمؤسسة الاستشفائية ببلدية مرسط.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/01/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نجية بلغيث
المصدر : www.el-massa.com