الجزائر

''الكرنفال'' ليس في الجزائر فقط



إضافة إلى التوتر والحسرة واليأس، وغيرها من مشاعر الإحباط، توفر المواعيد السياسية الكبرى في العالم، من انتخابات ونتائجها، أيضا أوقات متعة وفرجة للشعوب. ففي مصر مثلا، اكتشف الناس الذين منحوا أصواتهم للذين كانوا يعتقدون، وربما مازالوا، أنهم يخافون الله ، واحدا من هؤلاء افتعل محاولة قتله من طرف مسلحين، ولكنه في واقع الأمر لم يكن راضيا على شكل أنفه فقرر تجميله . ولما فصله الحزب الذي رشحه ليمثل المصريين في مجلس الشعب، قرر هو التمسك بما جناه من أصوات الناخبين وصرح أنه لن يستقيل من المجلس، رغم أن حزبه تبرأ منه. هذه الحادثة بقدر خطورتها و تفاهتها ، فإنها لا تقل طرافة وخطورة في نفس الوقت، عما يحدث في أعرق ديمقراطية في العالم، التي تتأهب هي الأخرى لتغيير رئيسها، الذي نسي أنه ورط بلاده في حمّامات الدماء في الشرق والغرب، وتسبب في إفلاس بلد بأكمله، بالغش والابتزاز، وأوقد فرن العنصرية في بلاد الحرية والمساواة، ولم يجد غير اللحم الحلال لينشط به تجمعاته وخرجاته الانتخابية. وفي الحقيقة ليس ساركوزي الوحيد في فرنسا الذي جعل الفرنسيين يحكمون أن الأداء السياسي في بلادهم انحدر إلى الحضيض. وفي الجارة تونس، التي طردت ثورة الياسمين فيها بن علي وحاشيته، في أجمل انتفاضة شعبية في الألفية الحالية عند العرب والمسلمين، خرج حزب سياسي معتمد يطالب بحق كل تونسي في اتّخاذ جارية إلى جانب زوجته و التّمتع بما ملكت يمينه ، هكذا وبكل بساطة وفي الوقت الذي لم يجد الكثير من الأشقاء التوانسة ما يأكلون، ولا من يحميهم من قطـّاع الطرق وعصابات الأشرار. وفي الحقيقة لم يفعل هذا الحزب التونسي غير الاقتداء بقائد المجلس الانتقالي الليبي، الذي لم يجد ما يقوله لليبيين بعد الانتهاء من القذافي، غير تذكير الذكور منهم بحقهم الشرعي في تعدد الزوجات. ليخرج هذه الأيام من ساهموا معه في تحرير ليبيا من القذافي، ويعلنوا دولتهم المستقلة. وفي اليمن السعيد فقد صنع الناخبون معجزة عندما منحوا 99 في المائة من أصواتهم لنائب الرئيس الذي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجل طرده. أما عندنا في الجزائر، وفي ظل الحراك الحاصل قبيل تشريعيات ماي القادم، فإن الساحة تعج بالظواهر البلكمية ، التي لا تقل هي الأخرى طرافة عما فعله مؤسس هذا المذهب السياسي الجديد أنور البلكمي في مصر. وهي الظواهر التي تؤشر على خطورة ما تخبئه الأيام للجزائريين، سواء شاركوا في نوفمبر الجديد أو لم يشاركوا. المهم اليوم أنهم يتمتعون بمشاهد أولئك الشخوص الذين يخطبون ودهم ويتوسلون إليهم ليكونوا في الموعد يوم 01 ماي. أما ما بعده فذلك يوم آخر. 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)