الجزائر

الكرة الجزائرية تؤكد صحوتها وعلو كعبها



لا يختلف إثنان أن كأس العرب للأمم لطبعة 2021، التي أقيمت تحت مظلة الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ستبقى راسخة في تاريخ الكرة الجزائرية، بعدما توج بها المنتخب الوطني للمحليين عن جدارة واستحقاق وبشهادة المنافسين قبل الجزائريين، حيث أدت كتيبة مجيد بوقرة مشوارا استثنائيا لم يكن يتوقعه أكبر المتفائلين رغم المستويات التي قدمها رفقاء سعيود في المباريات التحضيرية التي سبقت هذه المنافسة. ومعلوم أن المنتخب الوطني للمحليين الذي شارك في هذه البطولة الدولية تم تشكيله قبل المنافسة مباشرة، حيث لم يسبق للناخب الوطني خوض مباريات ودية بالتشكيلة التي شاركت في كأس العرب بما أنه تم تدعيمها بعناصر من المنتخب الأول في صورة بلايلي وبونجاح وبراهيمي ومبولحي وبلعمري وتاهرات، وهو ما جعل البعض يتخوف من نقص الإنسجام فيما بين اللاعبين المحليين وعناصر المنتخب الأول، لكن هذه التخوفات سرعان ما تبددت بمجرد خوض المنتخب الوطني لمباراته الأولى في دور المجموعات، عندما دك شباك السودان برباعية نظيفة جعلت الجماهير الجزائرية تتحمس وتتطلع لشيء ما، ونصبت الجزائر كأحد المرشحين للوصول إلى المربع الذهبي على الأقل، لكن «الخضر» أبانوا عن جاهزية وتطور من مباراة إلى أخرى بداية من الفوز على لبنان بثنائية نظيفة رغم صلابة الدفاع اللبناني والتعادل مع مصر بهدف لمثله في أول امتحان حقيقي لرفقاء بلايلي، وهو الإمتحان الذي أصبح على إثره المنتخب الوطني واحدا من المرشحين للتتويج رفقة المغرب الذي حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات ومصر التي احتلت المرتبة الأولى في مجموعة الجزائر. وبداية من الدور ربع النهائي، أجمع كل من شاهد مباريات المنتخب الوطني في دور المجموعات أن مستوى «الخضر» تطور بشكل ملفت، عندما تمكن الجزائريون من وضع حد لتألق أسود الأطلس الذين لم يتلقوا أي هدف في الدور الأول، حيث سجل «الخضر» هدفين من بينهما الهدف الخرافي لبلايلي الذي سجله من على بعد نحو 40 مترا، لينتهي اللقاء بالتعادل (2-2) ويلجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح التي تعامل معها أشبال بوقرة بخبرة كبيرة رغم مشاركة غالبيتهم لأول مرة في منافسة رسمية مع المنتخب الوطني، تضاف إليها خبرة الحارس مبولحي التي صنعت الفارق بتصديه البارع لإحدى ضربات المغاربة لينجح «الخضر» في إزاحة بطل أفريقيا للمحليين (الشان). وفي مباراة نصف النهائي أمام منتخب البلد المضيف قطر، أظهر المنتخب الوطني مرة أخرى علو كعبه وحضوره الذهني قبل الفني، في مباراة معقدة ليس من حيث مستوى المنافس ولكن من حيث الظروف التي أحاطت بها وخاصة التحكيم المثير للجدل والذي ظهر مرتبكا في نهاية المباراة ومنزعجا نوعا ما لخروج البلد المنظم، ما جعله يضيف وقت بدل ضائع لا مبرر له جعل الصحافة العالمية تتحدث عنه، لكن رفقاء براهيمي تحكموا في أعصابهم ولعبوا المباراة إلى آخر ثانية وتمكنوا من افتكاك الفوز بنتيجة (2-1)، لتأتي المباراة النهائية التي كانت معركة حقيقية على أرضية الميدان بين جارين يعرفان بعضهما جيدا، وهنا ظهرت العناصر الوطنية وكأنها تملك خبرة سنوات وهي التي تخوض بطولة دولية من هذا الحجم لأول مرة، لتتفوق على تونس بثنائية نظيفة وتحرز اللقب.الشيء نفسه يقال عن الناخب الوطني مجيد بوقرة، بمساعدة جمال مصباح ومحمد بن حمو، والذي كانت خياراته صائبة بما أن مسجل الهدف الأول هو أمير سعيود الذي نزل بديلا في النهائي علما أنه لم يشارك منذ المباراة الأولى أمام السودان، ليتوج المنتخب الوطني للمحليين، الذي أصبحت له الشعبية نفسها للمنتخب الأول، بلقب عربي بنكهة لقب قاري، بما أن الجزائر فازت على بطل آسيا وأزاحت بطل أفريقيا للمحليين المغرب وكذا مصر وتونس اللذان شاركا تقريبا بمنتخبيهما الأولين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)