لقد ظهرت بعد فترة الحداثة تيارات واتجاهات مختلفة تندرج في ما ينعت بمصطلح "ما بعد الحداثة"، وهو مصطلح "زئبقي مراوغ؛ لأنه يشير من الناحية الظاهرية إلى عصر تاريخي جاء تاليا لما يسمى بالحداثة"(1)، لكن ذلك لا يعني أن "الحداثة" قد هُجرت تماما، بل مازال ملفها مفتوحًا، والحديث حولها مازال قائما. ويبدو أن تحديد الفروق بين الحداثة وما بعد الحداثة سيبقى أمرا عصيا على الدارسين، الذين لم يوفقوا إلى الوقوف على الحدود الفاصلة بين المصطلحين؛ إذ يتميز أدب الحداثة على صعيد الرؤية بانشغالاته ذات الطبيعة المعرفية الإبستمولوجية، بينما انشغل الأدب فيما بعد الحداثة بالإشكاليات ذات الطبيعة الأنطولوجية؛ حيث إنّ الرواية الحداثية قد وظفت معظم الجماليات التي وُظفت في سرد ما بعد الحداثة، ومن أشهر روائيو ما بعد الحداثة نذكر "وليام غاس"(2) "إيتالو كالفينو"، و"جون بارث"، و"دونالد بارثلم"، و"روبرت كوفر"، و"جون هوكس".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - تشيكو نعيمة
المصدر : مجلة سيميائيات Volume 12, Numéro 1, Pages 245-255 2016-03-12