الإسلام وأصول الحكم لعلي عبد الرزاقتابع: الخلافة من الوجهة الإجتماعينعم ربما كان ذلك غالبا شأن الملوك في كل أمة وكل ملة وكل جيل، ولكن لا نظن أن أمة من الامم تضارع المسلمين في ذلك، فإن معارضتهم للخلافة نشأت إذ نشأت الخلافة نفسها، وبقيت ببقائها.والحركة المعارضة هذه تاريخ كبير جدير بالاعتبار. وقد كانت المعارضة أحيانا تتخذ لها شكل قوة كبرة، ذات تظام بين كما فعل الخوارج في زمن علي بن أبي طالب، وكانت حينا تسير تحت ستار الأنظمة الباطنية، كما كان لجماعة الاتحاد والترقي مثلا، وكانت تضعف أحياناً حتى لا يكاد يحس لها وجود، وتقوى أحياناً حتى تزلزل عرش الملوك، وكانت بما سلكت طريق العمل متى استطاعت، وربما سارت، على طريق الدعوة العلمية أو الدينية على حسب ظروفها وأحوالها مثل هذه الحركة كان من شأنها أن تدفع القائمين بها إلى البحث في الحكم، وتحليل مصادره، ومذاهبه، ودرس الحكومات وكل ما يتصل بها. ونقد الخلافة وما تقوم عليه، إلى آخر ما تتكون منه علوم السياسة، لا جرم أن العرب قد كانوا أحق بهذا العلم، وأولى من يواليه.(6)فما لهم قد وقفوا حيارى أمام هذا العلم، وارتدوا دون مباحثه حسرين؟وما لهم أهملوا النظر في كتاب الجمهورية لأفلاطون وكتاب السياسة لأرسطو، وما لهم رضوا أن يتركوا المسلمين بجهالة مطبقة بمبادئ السياسة وأنواع الحكومات عند اليونان، وهم الذين ارتضوا أن ينهجوا بالمسلمين مناهج السريان في علم النحو، وأن يروضوهم برياضة بيدبا الهندي في كليلة ودمنة بل رضوا بأن يمزجوا لهم علوم دينهم بما في فلسفة اليونان من خير وشر، وإيمان وكفر؟لم يترك علماؤنا أن يهتموا بعلوم السياسة اهتمامهم بغيرها غفلة منهم عن تلك العلوم، ولا جهلا بخطرها، ولكن السبب في ذلك ما نقصه عليك.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/07/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com