بالرغم من أن القرار الأخير الذي خرجت به الاتحادية الإفريقية لكرة القدم «كاف» القاضي بتجميد وضعية الحكم الملغاشي حمادة نومبرادياز الموسى وعقوبته بوضعه مبكرا في الثلاثة، على خلفية الأخطاء الكبيرة والفاضحة التي وقع فيها في حق المنتخب الوطني أمام نظيره الطوغولي السبت الماضي وأدت بخروج الخضر من دور المجموعات ل «كان 2013»، يبدو ظاهريا بأنه جاء بفضل المجهودات المبذولة من طرف القائمين على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة رئيسها محمد روراوة، إلا أن المنطق يقول بأن العقوبة لا تعني شيئا بعد الكارثة التي حصلت، وأن ما قام به المسؤولون عن المنتخب الوطني لا يعدو أن يكون مجرد ذر للرماد على العيون.
تهليل البعض بقرار «الكاف» لا معنى له
والغريب بعد صدور هذه العقوبة هو أن بعض العناوين الإعلامية الرياضية وغير المتخصصة منها سارعت للكشف عن الخبر وراحت تهلل له وكأن عيسى حياتو رئيس الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، أعاد الحق المهضوم للمنتخب الوطني والشعب الجزائري من وراءه، من الحكم حمادة الموسى الذي طعن أشبال حليلوزيتش من الخلف ورفض منحهم ثلاث ركلات جزاء كانت ستغير الكثير من الأمور، حين تغاضى على الأقل عن إعلان ثلاث ركلات جزاء شرعية كانت من شأنها أن تغيّر مجرى مباراة طوغو لصالح الخضر، لاسيما أن قذفة لحسن التي اصطدمت بيد أحد مدافعي طوغو كانت قُبيل الهدف الذي وقعه «أديبايور»، دون أن نغفل أيضا عرقلتي فيغولي مع بداية الشوط الثاني وسليماني داخل منطقة العمليات، لكن النقطة التي تبقى تطرح حول كل هذه الهالة التي أعقبت قرار «الكاف»، حين ذهبت الأغلبية لتصور روراوة في ثوب البطل الذي أعاد الحق الضائع لأصحابه، هي نسيانها أوتناسيها السبب الحقيقي الذي كان وراء مهزلة العصر.
حقوق منتخبنا هُضِمت وما الفائدة من العقوبة المسلطة على حمادة بعد فوات الأوان؟
لنجزم أن أخطاء الحكم الملغاشي حمادة الموسى صاحب ال 29 لم تمر مرور الكرام على محمد روراوة رئيس «الفاف»، الذي قام حسب البعض بالضرب بيد من حديد هذه المرّة وقدّم شكوى على مستوى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وتمكن من رد الاعتبار للخضر من خلال تجميد نشاط الحكم حمادة الذي الذي منع من إدارة المباريات المتبقية ل «الكان»، لكن البحث عن الفائدة من وراء كل هذا لن يكون له أي معنى عند الجزائريين بما أنّ حقوق منتخبنا هضمت، وبما أنّ «الفاس طاح في الرّاس» سيما بعدما انتهى كل شيء بالنسبة للمنتخب الوطني الذي سيحزم حقائبه مباشرة بعد نهاية لقاء اليوم أمام المنتخب الافواري في لقاء شكلي.
ألم يكن الأجدر الحديث عن السبب وراء إحجام روراوة عن تغيير الحكم!
ولعل الأنسب في هذه الوقت حسب النقاد والمتتبعين هو الاهتمام بمستقبل المنتخب الجزائري الذي تنتظره تحديات صعبة في تصفيات المونديال، دون إغفال البحث عن الأسباب التي كانت وراء وقوف رئيس «الفاف» متفرجا ككل مرة أمام التجاوزات التي تحدث في حق الخضر، خاصة تلك التي لا تتطلب الكثير لتغييرها كما هو الحال في نقطة تعيين حكم صغير السن هو الملغاشي حمادة نومبرادياز الموسى صاحب ال 29 الذي اختير لإدارة لقاء مصيري للمنتخب الوطني، وهو ما طرح حينها علامات استفهام كبيرة حول إحجام روراوة بحكم منصبه في «الكاف» في تغيير الحكم، وممارسة صلاحياته كعضو فعال في المجلس النتفيذي ل«الكاف» و«الفيفا»، وبالتالي دفع المضرة عن المنتخب الوطني قبل حدوثها، وهنا نعود لنتذكر كيف وجد حليلوزيتش نفسه مجبرا على تدريب رفقاء فيغولي في ملعب يبعد عن مقر إقامتهم بأكثر من 45 كلم، رغم أنهم أول الواصلين إلى هناك ليطل بعدها روراوة علينا بقضائه على هذه المشكلة حتى يظهر للجزائريين أن «حلال المشاكل»، أوى لم يكن الأجدر به حينها أن يأخذ احتياطاته في كل الأمور التنظيمية؟.
حتى كوفي كوجيا تم معاقبته بعدما ذبح الجزائر أمام مصر
هذا ولو رجعنا إلى الوراء قليلا وراجعنا السيناريو الذي خرج به المنتخب الوطني من الدورة الأخيرة وما قبل الماضية التي شاركت فيها الجزائر في كأس الأمم الإفريقية وبالضبط في الدورة ال 27 التي أقيمت بأنغولا، لوجدنا أن نفس السيناريو تكرر هذه المرة مع اختلاف في الزمان والمكان واسم الجلاد «الحكم»، حيث أن العقوبات التي سلطت على حكم مقابلة الجزائر والطوغو في دور المجموعات لهذه الدورة ذكرت الجزائريين بالعقوبات التي تمت في حق الحكم البنيني كوفي كوجيا بعد المهزلة التي صنعها في مباراة الجزائر مصر في نصف نهائي تلك الدورة، حين أخرج 3 بطاقات حمراء ظالمة في وجه رفقاء حليش، وقررت «الكاف» تجميد نشاطه حينها، لكن يعود السؤال ليكرر نفسه ماذا استفاد المنتخب الوطني عقب ذلك القرار.
أين روراوة من مهازل التحكيم الإفريقي
رغم وجود محمد روراوة ضمن المكتب التنفيذي للكاف، إلا أن المهازل التحكيمية متواصلة ورئيس الفاف يواصل التفرج، فبعد أن كاد يذهب المنتخب الوطني في 2009 أمام رواندا في إقصائيات مونديال جنوب إفريقيا ضحية الحكم الغيني يعقوبة، الذي أراد حين خسارة الجزائر بكل الطرق، وبعدها بأشهر قليلة حين جاء الإقصاء في «كان 2010» من نصف النهائي بصنع الحكم البنيني كوفي كوجيا، و«السيناريو نفسه تكرر بعد 3 سنوات لكن هذه المرة في الدور الأول، ومن حكم قادم من مدغشقر، بعدما كان الغامبي باكاري أغاسا قد حرم «الخضر» من ضربة جزاء شرعية في اللقاء الأول ضد تونس، يبقى التساؤل مطروح أين دور روراوة من كل هذه مهازل التحكيم الافريقي والتجاوزات التي تحدث في حق الجزائر.
إلى متى يدفع الخضر فاتورة كواليس دهاليز «الكاف»
في ظل كل هذه المعطيات، نقول هل بعقوبة حمادة الملغاشي تنتهي مهازل التحكيم الافريقي في حق المنتخب الجزائري وتتوقف الكرة الجزائرية عن دفع فاتورة جهل قوانين اللعب من حمادة الموسى وكوجيا واغاسا وأمثالهم و سيجعل كلّ الحكام الذين سيديرون مباريات منتخبنا في تصفيات كأس العالم المقبلة، يحسبون أكثر من المرّة ألفا قبل أن يرتكبوا نفس الأخطاء التي ارتكبها هؤلاء الحكام المغمور، أم أن عقوبة حمادة مجرد حلقة لمسلسل انتهاك حقوق الخضر وحلقات كثيرة لازالت تحبك في الخفاء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ح م
المصدر : www.essalamonline.com