الجزائر

الكاتب والمناضل محمد بوزعزارة ل "الجزائر نيوز"



الكاتب والمناضل محمد بوزعزارة ل
عنوان كتابك "التعفن السياسي ولعنة الكرسي"، ما المقصود من العنوان؟يضم خمسين مقالا ومحاضرة، معظمها نشرتها في عدد من الجرائد الجزائرية والعربية وعدد قليل لم يصدر من قبل. تناولت التعفن السياسي كظاهرة لا تخص الجزائر فقط، التي تعيش حالة من الرداءة وتفشي المال الفاسد، وهو ما سميته بالمؤامرة. هذه العوامل تتحالف لإسقاط الكفاءات والمناضلين الحقيقيين في الحياة السياسية. من أجل التموقع لحسابات وأغراض شخصية ولخلق لوبيات. وقد حاولت من خلال كتاباتي التحذير من هذه الظاهرة في بلادنا، التي سبق أن أشرت إليها خلال تشريعيات 1997 وقلت في المهرجانات التي كنت أحضرها وأقول إنها آخر حملة نقوم بها في إطار القيم والأخلاقيات، سواء في جبهة التحرير الوطني أو غيرها من الجمعيات السياسية الأخرى، التي ترتهن إلى مترشحين لهم كفاءة وماض نضالي وإخلاص وعطاء، وقلت أيضا إنني خائف من أن يدخل المال في حملة 2002، وحذرت من أن يكون ذلك المال فاسدا، ويصبح هو من يقودنا ويؤثر في أفكارنا ويأتي لنا بلوبيات، ولنا في تجربة برلسكوني نموذج على ذلك. فالمال لا يشكل خطرا على الأحزاب وحدها بل على نظرتنا للدولة الوطنية وأخلقة الحياة السياسية. في بلدان ما سمي الربيع العربي، وقع تعفن بسبب المال الفاسد الذي أصاب الحياة السياسية، وقد سعيت إلى التحذير منه ومن انعكاساته على الجزائر.هل نظرية التعفن بنيت على خلفية الأزمة التي طالت حزب جبهة التحرير الوطني وما تزال؟ليس فقط الآفالان هو المعني بقضية التعفن السياسي ولعنة الكرسي، هي حالة يشترك فيها كل حزب بالجزائر. لا ننكر تأثير المال على الأزمة في حزب جبهة التحرير الوطني، فهو كالزئبق، لن تلمسيه بيديك أبدا، لكن رائحته نشمها في كل مكان. عندما نرى كثيرا من الكفاءات والمناضلين المخلصين، يقصون ويهمشون، ويأتي من لا نضال له، لا تجربة وكفاءة، ذلك يجعلنا ندق ناقوس الخطر ونصرخ عاليا بأن المال بات وسيلة للتموقع والتمركز لتسير الحياة السياسية.ماذا عن لعنة الكرسي؟هو الوجه الثاني من عملي المنشور، وهو نسبة إلى مقال بعنوان "ملعون أنت أيها الكرسي".عندما ننظر إلى ماضي الكثير من الحكام، مشرقا ومغربا، تجدين أن الكرسي يغر وبريقه يخدع وأيضا السقوط منه مدو لمن يغتر به، ومصير أي حاكم لا تحيط به إطارات ذات أخلاق سياسية عالية، سيتعرض لذلك السقوط.كل الاحزاب في الجزائر انحصر دورها في التهليل والمساندة وأداء لعبة واحدة، بعيدا عن أدوارها الأخرى الاجتماعية الاقتصادية والفكرية...؟اعتقد أن الحياة السياسية في الجزائر، إذا استمرت بهذا الشكل، ستصبح منعدمة تماما. لذلك أدعو إلى أن يكون دور الأحزاب، في الاستقرار والبناء. ما علينا إلا أن ننظر من حولنا تجارب في ليبيا حينما ألغيت الحياة السياسية، وفي مصر مع الحزب الوطني، الحزب الدستوري في تونس وما طاله من فساد، وغيرها من الأحزاب التي لها تاريخ طويل في الممارسة الميدانية، إلا أنها لم تسلم من الانحلال الأخلاقي والابتعاد عن المبادئ العامة، فغدت تتأثر برأي الحاكم دون أن يكون لها رأي.وعندما يكون الحاكم ينتمي إلى حزب معين، ما العمل في هذه الحالة في رأيك؟في هذه الحالة على الحزب أن تسود فيه الأفكار، أن يبتعد عن صراع الديكة، بل تنافس واجتهاد.لكن أحزاب الجزائر غير ديمقراطية؟من يقولون إن حزب جبهة التحرير الوطني غير ديمقراطي، فيكفينا أن عشرات الأمناء العامين مروا على المنصب، يعني أزيد من 15 أمينا عاما منذ وجود الحزب، لكن هناك أحزاب تدعي الديمقراطية ورؤسائها باقون منذ تأسيس أحزابهم. وهذا أيضا تكريس لحكم الفرد، يخالف الديمقراطية التي تفرض التداول السلس داخل الحزب وبمرونة أيضا.أهمية الكتاب تبرز عند أي فئة في نظرك، مناضلي الآفالان أم من؟كتبت تلك المقالات والمحاضرات بدافع واجبي كمثقف في التنبيه من المخاطر المحدقة بنا. الحياة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية وحياة المؤسسات لا تبنى هكذا، وهي بحاجة إلى حياة إعلامية وسياسية جيدة، وللأسف أصبحنا اليوم نعيش غشا في الصحافة كما في السياسة وهو خطر على التجربة الديمقراطية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)