الجزائر

الكاتب سليم باشي لـ''الخبر'' ''كتبي ممنوعة من دخول الجزائر لأنني أقلق البعض بأفكاري''


''انضممت إلى سفينة السلام لكنني لم أطالب بالتطبيع مع إسرائيل'' اعترف الكاتب سليم باشي أن كتبه ممنوعة من دخول الجزائر، خاصة كتابا اقتلوهم جميعا و سكوت محمد ، رغم محاولات دار نشر غاليمار الفرنسية لإدخالهما. نافيا بالمقابل تهمة التطبيع مع إسرائيل، ومؤكدا على أنه مع السلام ومع إقامة دولة فلسطينية. تنطلق كتاباتك من مواضيع تراثية أو شعبية للغوص في الواقع، من كلب ايلوس إلى سكوت محمد ثم سندباد . لم هذا الانغماس في التراث؟  لا أبدا.. فقط رأيت أن كل هذه الشخصيات تحتاج وقفة مني ككاتب. أما أول كتاب لي فكان عن الجزائر اقتلوهم جميعا ، ثم بعدها كلب ايلوس ، ورأيت أن ايلوس شخصية تاريخية وأسطورية مهمة، وبعدها جاء سكوت محمد ، ويتحدث عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف بنى الدولة ونشر الإسلام، وكيف كان يعيش بين أهله. أما الأخير حب ومغامرات سندباد ، فهو من حكايات ألف ليلة وليلة، لكن لم أركز على الجانب الخرافي، بل ربطته بما يحدث حاليا للمهاجرين الحرافة ، الذين يركبون البحر دون خوف من الموت، وأسقطتها بالأخص على قضية الحرية. احببت طريقة عيش وتنقل سندباد إلى الأفق الرحب، الانطلاق، حرية الكلام والتعبير، نقل الواقع عبر ما يرى.  جاء كتابكم سكوت محمد بعد الكاريكاتور المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، هل هو طريقة للرد على هؤلاء؟   نعم، فقد حاولت أن أفهم الآخر أن هذه الشخصية لا يمكن تقزيمها وتبسيطها، إلى درجة وضعها في كاريكاتور. أردت أن أبرز من خلال ذلك إلى أي مدى هم مخطئون، فالرسول الكريم شخص استثنائي، حتى على المستوى الإنسان. كما أردت توضيح أن الحرية لا تكمن في الاعتداء على الآخرين.  وماذا عن جديدك؟   أبقى دائما في إطار السير الذاتية للأشخاص، سأحاول أن أقدم من خلال كتابي الجديد حياة الجزائري خالد كلكال، أحد مخططي تفجيرات باريس 25 جويلية 1995، لكنني لن اقتصر على العمليات التي نفذها، بل سأبحث عن حياته وموته، لأن هذا الشخص مهم بالنسبة للمهاجرين، وسأطرح التساؤل كيف تغيرت حياته واندمج مع الإسلاميين، وكيف تأثر بهم؟ صرحت سابقا بأن كتبك غير موجودة في الجزائر، هل تقصد أنها ممنوعة، ولمَ؟  نعم.. لأنني أُقلق أشخاصا بأفكاري وآرائي. لقد مُنعت كتبي من دخول الجزائر، وحاولت دار النشر غاليمار الفرنسية عدة مرات إدخالها دون فائدة، إذ وضعت أمامها عدة معوقات، خاصة كتابي الأول عن الجزائر اقتلوهم جميعا ، بالإضافة إلى كتابي سكوت محمد الذي لم يدخل الجزائر. لا توجد إجراءات مباشرة للمنع، أي لا يوجد قرار، لكن في كل مرة تعاد من الميناء ولا تدخل، حتى أنها كانت من الكتب التي مُنعت من دخول المعرض الدولي للكتاب في الطبعة السابقة سنة .2011 اتُّهمت بالتطبيع مع إسرائيل، عندما انضممت سنة 2009 إلى سفينة السلام الفرنسية؟  لا أبدا.. يجب دائما أن يجدوا شيئا لمهاجمتي، ذهبت للدعوة إلى السلام. لا أدري لماذا يحرّفون دوما مسار الأشياء؟ أنا مع السلام بإقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين، ولا أحد ممن اتهموني يستطيع قول عكس ذلك. كمثقف شاب، هل من جديد تتوقعه بعد الثورات العربية؟  أرى أنها ستقدم الكثير، لقد ملّ الشباب، وكره تلك الأنظمة التي لم تتغير، لكن فقط علينا أن نذهب إلى التغيير بطرق سلمية، وأن نحافظ على الاستقرار. الحركات الإسلامية أكثر تنظيما ليس مثل الأحزاب الأخرى، التي لم تستطع حتى شرح أو تقديم نموذج لعملها. أما في الجزائر فأرى أن الأمر مختلف تماما، لقد انتفضنا منذ وقت مضى، لذا لا يجب الدخول في لعبة الآخرين، نحن لنا وضعنا الخاص جدا، ويجب أن ننتبه وأن نتروى ونأخذ الأمور بحذر أكثر، وبذلك عدم الذهاب لمغامرة سياسية عنيفة، لأن العنف ليس هو الحل.  
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)