الجزائر

الكاتب المسرحي سليم سوهالي لـ''الخبر'' ''يجب التصدي للممارسات الرديئة باسم الفن''



ليس كل من يضرب على ''البندير'' فنانا يرى المؤلف الموسيقي والكاتب المسرحي، سليم سوهالي، أن المجلس الوطني للفنانين، سيكون أداة فعالة في إصلاح أحوال الفن والفنانين، ولا يمكن تحقيق ذلك دون اختيار الأشخاص الأكفاء. وقال صاحب أكثـر من 12 نصا مسرحيا في حوار لـ الخبر : يجب اختيار الأسماء التي تعمل بجد في خدمة الفن والفنانين ، مضيفا عن حالة الفنانين في الجزائر ليس كل من يضرب على البندير فنانا .
يشهد الوضع الثقافي والفني ترديا كبيرا، هل الفنان مسؤول عن هذه الوضعية وما هو الحل؟
- نعم.. لأن الفنان الحقيقي هو من يتحمل هموم بلده ومجتمعه، لكن ما يؤسفنا هو تلك الأشكال والنماذج البشرية التي حشرت في الساحة الفنية وأصبحت تهيمن على مفاصلها في بلدنا، بل وفرضت كواقع يجب تقبله، وهذا أدى بدوره إلى هيمنة منطق الرداءة.
أعتقد أنه يجب على الفنان الملتزم بقضايا وطنه وأمته، التصدي لهذا السيل الجارف من الممارسات الرديئة باسم الفن، وهذا لن يتم دون أطر قانونية وضوابط، وعلى الهيئات المعنية إيجادها، فإذا استمر الوضع على هذا النحو فسيؤدي ذلك إلى هزال ثقافي وفني رهيب.
لقد أصبح قانون الفنان من الضروريات وعلى وزارة الثقافة إعداد وضبط وتصنيف الفنانين ومتابعة أعمالهم وتشجيعهم وفسح المجال أمامهم للمساهمة في خدمة الجزائر، فليس كل من يضرب على البندير فنانا، هناك تصنيف لابد منه حتى نحافظ على الفن الحقيقي.
من المنتظر أن تعلن الوزيرة عن قائمة أعضاء المجلس الوطني للفنانين، ما رأيكم؟
- هذه مبادرة قيّمة تستحق التفعيل، لكن يجب العمل بجد من أجل انتقاء الذين سيكونون أعضاء فيه، لأن هذا المجلس  في رأيي سيكون أداة فعالة في إصلاح أحوال الفن والفنانين وهذا لا يمكن دون اختيار الأشخاص الأكفاء، الذين سيعملون بجد لخدمة الفن والفنانين حتى لا يفرغ هذا المجلس من محتواه الحقيقي.
الفنان في حاجة للمهرجانات والتظاهرات، فهل أنت راض عما هو موجود في هذا المجال؟
- المهرجانات هي وسيلة لخدمة الثقافة وحتى السياحة، ولنا أمثلة كثيرة في إسبانيا، اليونان، تركيا ومصر. كل هذه البلدان تثمن الإنتاج الثقافي وتسوّقه لأجل الترويج السياحي. وفي رأيي يجب أن ننظر إلى المهرجانات عندنا من هذه الزاوية. الحمد لله لدينا مهرجانات ناجحة، والكثير منها يمكن أن يصبح ضمن التظاهرات العالمية. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، تساهم المهرجانات في إظهار إنتاج الفنان. لقد ساهمت هذه المهرجانات في إيجاد فضاءات للفنان رغم بعض النقائص.
بعيدا عن كل هذا.. ما هو جديدك، خاصة في عالم المسرح؟
- أنجزت عددا من النصوص المسرحية، النص الأول تحت عنوان ثورة بلحرش 1808، قامت بإخراجه الفنانة القديرة صونيا، التي تمكنت من نقلنا إلى بدايات القرن التاسع عشر. أما النص الثاني فهو خاص بـ ثورة الشيخ أمود ، التي خاضها أبناء جنوب الجزائر من التوارف ضد الغزو الفرنسي، وقد سلّمت النص إلى إدارة المسرح الوطني. أما ثالث نص فهو تحت عنوان خيوط وظلال ، حاولت أن أعالج من خلاله، ظاهرة الثورات التي عرفها العالم العربي في قالب كوميدي ساخر، ومن خلال مشاهد كاريكاتورية تعكس الذهنية المتخلفة لبعض الحكام، ومكر الغرب في استغلال هذه الثغرات، لتمرير سياسته القائمة على استغلال خيرات الشعوب والاستيلاء على ثرواته. لأطرح سؤالا في النهاية هل فعلا نحن من يقوم بهذه الثورات أم نحن عبارة عن أدوات تحركها قوة خفية تسعى للهيمنة على العالم؟
يقال إن المثقف الجزائري انسحب من الساحة ولم يؤد دوره كما ينبغي؟
- أنا لست مع هذه الفكرة، فهناك أمثلة وأسماء كثيرة  لمثقفين وفنانين ظلوا أوفياء لمبادئهم، بل وماتوا وهم يعانون من التهميش والتجاهل.
أنجبت الجزائر رجالا كبارا ومفكرين وفنانين، استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم على الساحة العالمية، مثل محمد أركون، محمد ديب، كاتب ياسين، بن هدوفة، الطاهر وطار، ايدير، الفنان التشكيلي ايسياخم والموسيقار افربوشن وغيرهم. فهل يمكن اتهام هؤلاء بالانهزامية والعقم في وسط لا يقدر العقل ولا يعترف بالثقافة. فإذا ما أردنا الحفاظ على ذاتنا وسط تقلبات عاصفة العولمة، علينا أن نبني ثقافتنا ونشجع مبدعينا في كل المجالات.
هناك الكثير من الفنانين والمثقفين غير راضين عن أداء مديريات الثقافة، ما تعليقك؟
- المشكلة في رأيي تتعدى المديريات، بل وحتى الوزارة، لأن قطاع الثقافة في مجمله مهمل من طرف الدولة، كون الميزانية لا تكفى للتنشيط والنشاط الثقافي، ففي الدول المتقدمة الكل يساهم في دعم الثقافة حتى الخواص يلعبون أدوارا كبيرة في المجال الثقافي. إذا في رأيي يجب خلق تقاليد جديدة في هذا المجال، وعلى الدولة الجزائرية أن تفكر في إنشاء مجالس استشارية على مستوى الولايات، تكون بمثابة خلايا للتفكير تساعد الولاة في تسيير الشؤون الثقافية والابتعاد عن الطرق والأساليب الفلكلورية، التي  هيمنت على الحياة الثقافية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)