الكاتب الصحفي عمار بلخوجة في محاضرة بقصر الثقافة: الجزائر لم تعط الأمير عبد القادر حقه

قال الكاتب الصحفي عمار بلخوجة، أن الأمير عبد القادر لم يكن فقط شخصية القرن التاسع عشر حسب أقوال المؤرخين والسياسيين في تلك الحقبة، بل كان أيضا شخصية القرن العشرين وحتى القرون القادمة وهذا نظرا للخصال التي كان يتميز بها في كل مجالات الحياة.
أضاف بلخوجة في المحاضرة التي ألقاها أول أمس بقصر الثقافة أمام جمع من طلبة ثانويات عاصمية،أن شخصية مثل الأمير عبد القادر فريدة من نوعها وليس من السهل وربما من المستحيل تكرارها، مشيرا أن الكثير من الجزائريين يعرفون الجانب العسكري للأمير إلاّ أنهم تناسوا الجوانب الأخرى التي تمسه مثل خصاله المعنوية والروحية والثقافية.
وفي هذا السياق، قال المحاضر أن الأمير كان مثقفا وشغوفا بالكتاب، حيث كان ينقل الكتاب معه حيثما حل، بالإضافة إلى رغبته في تأسيس مكتبة وطنية تُنمي حسّ القراءة للجزائريين وتزيد من ثقافتهم، بالمقابل كان الأمير مشرّعا للقوانين ومفسرا للقرآن وعاشقا للفنون وشاعرا وصوفيا كما كان أيضا رجل دولة عن حق، حيث مارس السياسة بكل نبل وإخلاص.
وأكد المحاضر، أن الأمير يمثل رمزا وطنيا يجب على الجميع وخاصة الشباب الافتخار به، مضيفا أن الكثير من خصوم الأمير نوّهوا بخصاله الحميدة وقدراته العسكرية الكبيرة وكل ما تميزت به هذه الشخصية الفذة مثل الماريشال بيجو الذي قال عن الأمير عبد القادر أنه”أكبر شخصيات زمننا، كما كان رجلا عبقريا وكبيرا كبر القضية التي يدافع عنها”.
أما شهادة الصحفي الفرنسي لووي فيو مرافق بيجو والذي كان عنصريا ولا يقبل بغير المسيحية ديانة، فقد قال عن الأمير:«الأمير الأفضل بين المواطنين،إنه أفضل فارس ومحارب وسياسي محنك”لتتوالى الشهادات حول الأمير حتى أن هناك من قال إن خصاله لا تتوفر في الأوروبيين.
واختتم المحاضر مداخلته بطلب إيلاء المزيد من الاعتبار لشخصية الأمير عبد القادر، مستطردا قوله أن الجزائر لم تعط الأمير حقه كما يجب سواء من ناحية الكتابة عنه أو احترامه بالطريقة اللازمة، رغم أنه يمثل بحق رمز من رموز الوطن الثابتة.
للإشارة، نُظمت هذه المحاضرة من طرف مؤسسة الأمير عبد القادر، حيث سيتم ابتداء من هذا الشهر تقديم ندوة حول مؤسس الدولة الجزائرية كل آخر ثلاثاء من كل شهر وهذا بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال، وتشكل أغلب الحضور من طلبة ثانويات عديدة ومن بينها:علي عمار وسعد دحلب والأمير عبد القادر وحسيبة بن بوعلي وغيرها، كما تم في بداية التظاهرة تقديم النشيد الوطني وأغنية عن حب الجزائر من طرف الفرقة الصوتية لثانوية بن عزوز القبة.