الملخص: إنه مما لا مراء فيه أن الكتابة الرحلية تلامس السرد في أسلوبها، ولا يمكن أن تستغني عنه مادامت تنقل إلى المتلقي أحداثا وأفعالا قامت بها الذات الكاتبة، وهذه الأحداث والأفعال هي الانتقال من نقطة الانطلاق ثم العودة إليها، والسرد يبدأ مع بدء الرحلة، ويستمر إلى نهايتها، وهذه المسيرة السردية تتكون من مقاطع سردية دائمة الحضور في كل الرحلات، ومقاطع سردية تحضر في بعض الرحلات وتغيب في أخرى، والمسيرة السردية في الرحلات تتخللها محطات يتوقف فيها السرد ليفسح المجال لمكونات أخرى بالاشتغال، وهكذا يوقف الرحالة السرد ليقدم وصفا أو ليقدم معلومات ومعارف، أو ليسوق شعرا. وبعد الانتهاء من هذا يعود السرد إلى جريانه، ومن خصائص الكتابة الرحلية تنوّع الأسلوب من السرد القصصي إلى الحوار إلى الوصف ، وغيره ، فإنّ أبرز ما يميزها هو أسلوب الكتابة القصصي المعتمد على السرد المشوق بما يقدّمه الأديب من متعة ذهنية كبرى؛ قد أفاد أدب الرحلة بغنى موضوعاته في صرف أصحابه في غالب الأحيان ، عن اللهو والعبث اللفظي ، والتكلّف في تزويق العبارة؛ إيثارا للتعبير السهل المؤدي للغرض لنضج تجربة الأديب ، مما يفتقده كثير من الأدباء والمحترفين في عصورنا الأدبية، ومداخلتي تبحث في تجليات السرد على مستوى النص الرحلي ومقارنته مع السرد الرحالة المعاصر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/07/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - لخضر حشلافي
المصدر : مجلة كلية الآداب واللغات Volume 2, Numéro 1, Pages 142-168 2016-01-01