الجزائر

القيصر الأوكراني أندري شيفشينكو .. شكراً على الذكريات



القيصر الأوكراني أندري شيفشينكو .. شكراً على الذكريات
لا أعرف من أين أبدأ! فاليوم سأكتب عن أفضل من انجبت ملاعب أوروبا الشرقية، إنه بالطبع الأوكراني اندري شيفشينكو ، بدأ هذا الأخير مسيرته الاستثنائية في فريق دينامو كييف وتطور هناك بسرعة هائلة ليصبح النجم الأول لكتيبة المدرب الأسطوري فاليري لوبانوفسكي الذي يكن له شيفا إحتراماً كبيراً.لفت شيفشينكو الأنظار في دوري أبطال أوروبا مسجلاً الهدف تلو الآخر و مدمراً نوادٍ عريقة كبرشلونة وريال مدريد ، فقاد الدينامو لإنتصار مدو على ملعب كامب نو المرعب برباعية نظيفة، سجل منها هاتريك مؤهلاً فريق العاصمة الأوكرانية الى ربع النهائي مدريد بتسجيله ً في مباراة الذهاب في قلعة النادي الملكي لهدف مكن فريقه من تحقيق التعادل ،و في الإياب أسقط "رونالدو الأبيض" البلانكس بثنائية نظيفة.مغامرة النجم الأوكراني توقفت في نصف النهائي على يد بايرن ميونيخ الألماني ، لكن انجازاته في دوري الأبطال ومن ضمنها تصدره لترتيب الهدافين لنسخة 98-99 لم تذهب هدراً، فخطفه الميلان من الفرق الاخرى التي كانت تتصارع للحصول على خدماته.انضمام صاحب الرقم 7 إلى الميلان كان الخيار الأنسب له، لتبدأ قصة حب لن تنتهي أبداً ، قصة لاعب أعطى الكثير لناد سانده بأكمله ، من المشجع إلى إداري إلى مدرب وصولاً إلى الرئيس برلسكوني الذي تكفل بعلاج ميخائيل والد شيفشنكو المريض.منذ اليوم الأول ،سجل القيصر الأوكراني هدفاً أمام لتشي واتبعه بهدف آخر في المباراة التالية والتي كانت الأولى له على ملعب السان سيرو ، أندريه أصبح بسرعة معشوق الروسونيري لأنه كان يقدم أداءً مذهلاً داخل الملعب و تجلى ذلك بحيازته لقب هداف الدوري الإيطالي منذ عامه الأول في ميلانيللو و بفضل شخصيته المحبوبة لتواضعه الكبير وقربه من الناس.في كل مباراة كان الاولتراس يحملون يافطات مكتوب عليها " فانتا شيفا"، وهذا الأخير لم يخذل مناصرية يوماً، حتى أنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه بانفجاره أمام الغريم التقليدي الإنتر ،فقد سجل 14 هدفاً في الدربيات التي لعبها ليصبح متصدر هدافي دربي دي لا مادونينا عبر التاريخ! كيف لك يا ميلاني أن تنسى ركلة الجزاء التي انبرى لها شيفا ضد اليوفي في نهائي أم المسابقات عام 2003؟ فتغلب على الوحش بوفون وأهدى" الديافلو "بطولة أوروبية سادسة.من منا لا يتذكر فوز ميلان بالدوري الإيطالي بعد صيام طويل سنة 2004 ؟ طبعاً هذا الإنتصار الكبير ينسب إلى الإمبراطور القادم من الأراضي السوفياتية!" كابوكانونييري" مجدداً برصيد 24 هدفاً ! ، لقد أعاد إلى أذهان الروسونيري أيام فان باستن فهما متشابهان للغاية ! ما أجمل اللحظة التي تسلم بها أسطورة الميلان و أوكرانيا الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب في العالم !.شيفا كان شيفشينكو دائماً حاضراً في المواعيد الكبرى، فمثلاً في موسم 2002-2003 / لم يسجل الكثير من الأهداف ولكنه كان السبب الرئيسي في إنجاز الميلان الأوروبي بتسجيله أهدافاً غالية في مرمى الانتر و الريال والاياكس دون غض النظر عن تمريراته الحاسمة لزميله الأسطورة الإيطالية "سوبيربيبو "انزاغي.هذا القناص كان يشكل مع شيفا أفضل ثنائي هجومي في الكون حينها وكان الميلان بألف خير ! ليت الزمن يعود إلى الوراء! ، عاد في سنة 2005 وأوصل الميلان إلى نهائي مسابقته المفضلة ،ولكنه لم هذه المرة في الإختبار الأصعب في لقاء دراماتيكي مع ليفربول. لقد كانت هذه المواجهة أجمل نهائي في التاريخ ،ولكنها ستبقى الأحزن لكل من يعشق الميلان.هذا الانكسار الكبير لم يضعف القيصر الأوكراني، ليعود في الموسم التالي أقوى من قبل. ولكن المغامرة الميلانية توقفت في نصف النهائي أمام البلوغرانا ،وكان ذلك مؤلماً جداً لأن مباراة الإياب شهدت إلغاء هدف صحيح لأندري، اثر مسرحية ابتكرها المدافع كارليس بويول ! سطر اندري إسمه بأحرف من ذهب على لائحة ترتيب هدافي دوري الأبطال للمرة الثانية برصيد 9 أهداف منها رباعية ضد فنربخشه التركي على أرض أتاتورك ،ما لم ينجح في تحقيقه أي لاعب في التاريخ خارج أرضه.وفي صيف عام 2006 ، توجه شيفا إلى ألمانيا ليقود الكتيبة الأوكرانية في العرس العالمي ، مجرد الوصول إلى هذا الحدث الضخم ،يعتبر إنجازاً فريداً للكرة الأوكرانية حيث كانت أولى مشاركاتها في كأس العالم ،ويعود الفضل بلا شك إلى شيفشينكو ، هذا القائد العظيم لم يكتف بهذا الإنجاز ، فذهبت أوكرانيا بعيداً في المونديال وقدمت أداءً مشرفاً قبل أن تخرج في ربع النهائي على يد لوكا توني وزملائه الذين توجوا باللقب لاحقاً.وانتقل الإمبراطور إلى تشلسي فمالك النادي اللندني في صفقة قياسية تجاوزت ال45 مليون يورو .سنوات المجد التي عاشها في عاصمة الموضة لم تتكرر في عاصمة الضباب ، لأن القيصر لم ينسجم مع فريق ، ،الروسي رومان ابراموفيتش كان معجباً جداً بإبن الثلاثين ربيعاً في صفقة قياسية تجاوزت ال45 مليون يورو .سنوات المجد التي عاشها في عاصمة الموضة لم تتكرر في عاصمة الضباب ، لأن القيصر لم ينسجم مع فريق مورينيو.كانت تلك الفترة مدمرة بالنسبة إلى شيفشينكو ،فعاد بعدها إلى نادييه السابقين الميلان ودينامو كييف وقدم أداءً متواضعا ، أما المحطة الأخيرة لهذه الأسطورة فأرداها بين أبناء بلده و على أرضه و فوق تراب الأجداد، وتحديداً في يورو 2012.كان شيفا منتظراً في العرس الأوروبي، وذلك لكمية التقدير والحب والإحترام التي يكنها له كل من يحب كرة القدم بجنون. جمعت المباراة الأولى المنتخب الأوكراني المتواضع بنظيره السويدي القوي ويقوده السلطان إبراهيم ، الرصاصة الإفتتاحية "برأسيتين هزتا الكرة الأرضية بأكملها! الله على العظماء يا اندري! ما من بطل يموت ! ، لقد كنا نعتقد أن أيامك قد ولت! انك من طينة اللاعبين الذين لا يهابون الخصم أو العمر أو الأحداث.أرقام اندري القياسية لا تحصى ولا تعد ، سأذكر منها أنه أكبر من سجل ثنائية في مباراة في نهائيات كأس أوروبا، وهو ثاني أفضل هداف في تاريخ نادي ألميلان العريق برصيد 173 "هدفاً " والخامس في تاريخ الكؤوس الاوروبية مع 67 هدفا ،و أفضل هداف في تاريخ التصفيات الأوروبية لكأس العالم برصيد 26 تسديدة ، بالإضافة إلى تربعه على عرش الهدافين ب 48 هدفاً في 111 مباراة دولية ، كل هذه الأرقام في جعبته تدل على عظمة هذا الرجل.في حياتي كلها لم أشاهد لاعب بمثل مواصفاته ،فهو يتقن التسديد بالقدمين اليمنى واليسرى و يتميز في الضربات الرأسية ويحسن تنفيذ الكرات الثابتة، فضلاً عن تمتعه بلياقة بدنية خارقة وسرعة هائلة! ، خرافي أنت يا إبن ميخائيل! لقد فزت بكل البطولات مع الميلان وكنت غدرت رفاق السبعة ،ولكن الرد كان قاسياً من الامبراطور على "أبراكادبرا".دائماً أصل هذه الإنجازات ! وعندما كانت المجموعة تخرج خالية الوفاض من موسم شاق ، كنت تنتصر فردياً على الآخرين ! غيابك حسرة في قلبي لأنك سبب عشقي للساحرة المستديرة! لن أنسى أبداً من جعلني أبكي كلما وطئت قدماه أرض الميدان !! شكراً يا شيفا لأنك مثال يحتذى به في الملعب وخارجه! شكراً يا بطلي لأنك رافقتني كل هذه السنين ! كل ميلاني يقول و يتحسر " شكرا يا شيفا سوف نتذكرك.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)