المغرب العربي أصبح مصدرا لتنوير المشرق القناعات تتغير.. ونطمح لقيادة فلسطينية تشمل جميع القوى أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس ، أحمد يوسف، أن الاختلاف الذي وقع بين حركتهم والرئاسة الفلسطينية حول التوجه إلى الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي لم يكن في الجوهر، وإنما كان فنيا مرده إلى عدم استشارتهم. مؤكدا بأن حماس مستعدة للدخول في انتخابات تشريعية لانتخاب حكومة يشارك فيها الجميع. وعبر الدكتور يوسف عن إعجابه بما حققته تونس والزخم الفكري الذي أصبحت تعيشه منطقة المغرب العربي بفعل الثورات، وتمنى أن يستفيد منه المشرق العربي.
أكد القيادي في حركة حماس، الذي شغل منصب مستشار رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، ونائبا لوزير الخارجية، ويشغل حاليا الأمانة العامة لبيت الحكمة للبحوث والدراسات خلال زيارته إلى الخبر ، بأن حركة حماس لا تختلف مع الرئيس محمود عباس حول الذهاب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بعضوية كاملة لفلسطين، كما أنها لا تعارض دولة فلسطينية في حدود 1967 عاصمتها القدس، التي يوجد حولها توافق وطني، وهو ما تسمح به الموازين الدولية في الوقت الحالي ، إلا أنه استدرك قائلا بأن مطلبنا بفلسطين التاريخية لا يزال قائما .
وأفاد الدكتور أحمد يوسف بأن مآخذ حركة حماس مردها إلى عدم استشارة الرئيس عباس للحركة وعدم التواصل معها، وأكد أنه في حال ما إذا كان هناك تشاور ما وقعت أي إشكالية.
وبخصوص ملف المصالحة، قال المتحدث العلاقة انفرجت وفي طريقا للتوطد أكثـر ، مشيرا إلى لقاءات تمت في القاهرة وغزة، ولقاءات أخرى ستعقد في القاهرة لمتابعة المصالحة.
وعن مستقبل العمل السياسي للحركة في ضوء التغيرات التي تشهدها المنطقة، أكد أحمد يوسف قائلا القناعات تتغير، وإذا ذهبنا للاستحقاقات القادمة، فلن نذهب من أجل الاستحواذ على الساحة، بل سنذهب كشركاء مع كل القوى في الأرض، لأنه مطلوب منا أن نعزز الشراكة السياسية، وأن تكون كل القوى الإسلامية والوطنية مشتركة في كل مشروع، وأي قيادة يجب أن تكون مشتركة ولن يتفرد بالساحة أي فصيل سواء حماس أو فتح .
وأكد الدكتور أحمد يوسف حقيقة تراجع شعبية حماس في غزة، والتي أرجعها إلى الوضع القاسي الناجم عن الحصار، والذي أثـر -حسبه- على باقي الفصائل الأخرى، وقال بأن 40 بالمائة من سكان غزة غير راضين عن عمل الفصائل، لكنه أوضح بأن صفقة الأسرى تمكن حماس من استعادة شعبيتها.
ووقف ضيف الخبر عند الثورات التي يعيشها الوطن العربي، ورأى بأنها ستفرز تغييرات كبيرة على الساحة في الوطن العربي، وأكد أن القضية الفلسطينية ستستفيد من هذه التحولات، وضرب مثالا بقضية تبادل الأسرى، التي قال بشأنها ، لو أن القيادة المصرية السابقة لا تزال قائمة لما تمت الصفقة لأن النظام المصري السابق كان عرابا لإسرائيل في المنطقة لخدمة مصالحها ومصالح أمريكا، مشيرا إلى أن الوضع الآن تغير والشارع هو من يقرر والأنظمة تلبي مطالب الشعوب لا مطالب البيت الأبيض .
وفي سياق حديثه عن الثورات في الوطن العربي، شدد القيادي في حركة حماس، والذي يعد أحد منظريها المغرب العربي لما كان تحت الاستعمار كان المشرق مركزا للتنوير، لكن المغرب العربي الآن بفعل التطورات التي يعيشها، ووجود رؤى وأفكار تتعايش خلقت روحا جديدة فيه، وأصبحنا نحن في المشرق في حاجة إليها ، واستدل في ذلك بما تعيشه تونس ونجاح حركة النهضة في استقطاب مختلف الشرائح. وواصل قائلا كنا في المشرق أسرى ثقافات فيها الكثير من الأفكار المتطرفة.. لكننا الآن بدأنا نستنشق نسيما جديدا قادما من المغرب العربي يمر عبر القاهرة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/10/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: رضا شنوف
المصدر : www.elkhabar.com