القنوات الفضائية العربية ورهانات مجتمع المعلومات

إن موضوع القنوات الفضائية العربية و مجتمع المعلومات يفرض علينا ابتداءا إيجاد العلاقة الممكنة من الناحية العملية بين المجتمعات العربية، والمجتمع الإعلامي. لأنه وكما سنوضحه فان مفهوم المجتمع الإعلامي لا يفترض فقط وجود التكنولوجيات الحديثة للاتصال وإنما يفترض ذلك تغيرات و تحولات على المستوى الاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، وحتى على مستوى الاقتراب المفاهيمي للواقع أو للعالم الخارجي الذي يحيط بنا. فقد أصبح من السهل القول بأننا انتقلنا من مجتمع الصناعة إلى مجتمع المعلومات، في حين أن الواقع الذي يغطيه هذا المفهوم هو متعدد الأوجه، فبالإضافة إلى التكنولوجيات الحديثة للاتصال ذاتها فان المفهوم يتضمن تصورا و صناعة للمنتجات، وبنية المؤسسات ومختلف أدوارها، وكذا سريان المعلومات و كيفية استغلالها، و العمل، و التربية، والثقافة والإبداع الفني والعلاقات الاجتماعية...الخ، و يعتبر الانترنت مظهرا فقط من مظاهر هذا المجتمع ولا يشكل بمفرده مجتمع المعلومات. وعليه فان الاعتماد فقط على هذا المظهر الذي هو الانترنت ( إذا افترضنا انه معمّم في المجتمعات العربية، وهو ما لا يمكننا التأكّد منه) في قولنا بالانتساب إلى المجتمع الإعلامي هو عملية تبسيط ساذجة لواقع أكثر تعقيدا.