باشر ما لا يقل عن ألفين و500 مناصر جزائري صومهم، أمس، والقليل منهم فقط استطاعتناول وجبة فطور الصباح بعد اتخاذ إدارة الفنادق بمدينة كامبوريو قرارا يقضي بتقديم موعده إلى الرابعة فجرا بدل السادسة.هذا القرار كان مفاجأة بالنسبة للأنصار الذين قضوا يوم أول أمس السبت، يتجولون في شوارع المدينة بحثا عن مطاعم عربية لحجز وجبة إفطار “حلال”.إدارة فندق “بيراس” الذي يقيم فيه نحو مائتي مناصر، أوضحت بأنها قررت أيضا تقديم موعد مأدبة العشاء إلى الخامسة والنصف مساء تماشيا مع مواعيد الإفطار هنا في مدينة كامبوريو، المدينة الساحلية التي يقصدها أثرياء أمريكا اللاتينية في موسم الاصطياف مع بداية شهر ديسمبر من كل عام، لقضاء إجازة الصيف.الأنصار أشادوا بالقرار، ومنهم من اغتنم مناسبة حلول شهر رمضان لشرح المغزى من الصيام وفوائده الصحية والمعنوية، وأنه شرع للمسلمين مثلما شرع لغيرهم من معتنقي الديانات الأخرى من قبل.يدين البرازيليون بالمسيحية، ويتبعون المذهب الكاثوليكي.. وشعب هذا البلد متدينون، يداومون على أداء شعائرهم، حيث يتجلى ذلك من خلال التماثيل العملاقة للمسيح عيسى عليه السلام، والتي لا تخلو منها مدينة برازيلية.. مثلما هو الحال بالنسبة للمتاجر والمساحات الكبرى والألبسة والمركبات التي تتزين بصور المسيح وأمه مريم العذراء. ومن أجل إقامة مريحة للأنصار الصائمين، فقد تقرر تسبيق موعد فتح مطعمين يتبعان سلسلة مطاعم “الدون ألبيرتو”، ويقدمان أطباقا متنوعة وكاملة، بداية من المقبلات وانتهاء بالتحلية.عشر ساعات صيامهنا في الجزء الجنوبي من البرازيل، بالكاد عاش سكانه الأسبوع الأول من فصل الشتاء. فمنذ ثلاثة أيام والأمطار تهطل بلا توقف، من دون أن يؤثر ذلك على عادات الأنصار وهي التجول بين المراكز التجارية والكافيتيريات للترويح عن النفس، مع احتفاظ عدد لا بأس به بعادة الوقوف أمام مداخل الفنادق والاتكاء على الحيطان والتفرج “على الرايح والجاي” تماما مثلما يفعلون في أحيائهم الشعبية في العاصمة وباقي المدن.وفي الوقت الذي تقضي النسوة يومهم في “البحث” عن أفضل العروض التجارية و«الصولد”، يظل هؤلاء بلا حركة مشتغلين بالتقاط الصور والفيديوهات.لقد صاروا قطعة من ديكور مدينة كامبوريو، ومحط ترحيب من جانب سكانها المضيافين، ترحيب أسقط تلك الصورة المخيفة التي تصورها بعض وسائل الإعلام.هنا مدة الصوم عشر ساعات، إذ أن موعد السحور، حسب توقيت المدينة التابعة لمقاطعة ساوباولو، هو الخامسة و42 دقيقة فجرا، أما موعد أذان المغرب والإفطار فهو الخامسة والنصف مساء.وتشتمل قائمة أطباق مطاعم “الدون ألبيرتو” على أصناف اعتاد عليها الأنصار خلال إقامتهم، وهي بالإضافة إلى المقبلات التي تضم السلطة الخضراء والمتنوعة، البطاطا المقلية والمحمرة والأرز واللوبيا والعدس والدجاج المحمر ولحم البقر المشوي، إضافة إلى البيتزا.أما عن التحلية، فإن المطعم يوفر سلطة الفواكه المشكلة، وحلويات ومختلف أنواع “الفلان”. شوربة الفريك والتمر المفقودإضافة إلى “لمة” الأحباب والأهل، يفتقد أكثرية الأنصار هنا في البرازيل الطبق الجزائري بامتياز “شوربة الفريك” وسلطان الفواكه “التمر”، حيث إن الكثير منهم اضطروا للتخلي عن كميات التمر التي جلبوها معهم رضوخا لتعليمات الجمارك البرازيلية بمنع إدخالها.بالمقابل، لم يتخلص الكثير من الأنصار عن عادة “الشراء” عشية الشهر الفضيل، وسجلت “الخبر” إقبالهم على “السوبر ماركت” لاقتناء المياه المعدنية والمشروبات الغازية والبسكويت والخبز والجبن والفواكه، تفاديا للازدحام المتوقع عند الإفطار، بينما طلب عدد من المناصرين الذي تعمدوا السهر إلى غاية موعد السحور، من زملائهم ومن إدارة الفندق عدم إيقاظهم في الصباح بغرض النوم إلى غاية أذان المغرب.بين تشجيع “الخضرا” والاشتياق للأهلوما لفت الانتباه، خلال اليوم الأول من شهر رمضان، حالة الاشتياق للأهل التي سيطرت على العديد من المناصرين، بالخصوص النسوة وأرباب العائلات، خاصة بعد تهاطل المكالمات عليهم يسأل أصحابها عن موعد العودة. هنا الأنصار لا يعرفون بالتحديد مواعيد الرحلات وما إن كانت الخطوط الجوية الجزائرية أعدت برنامجا بذلك أم لا؟ وحتى مندوبو شركة “سياحة وأسفار الجزائر” لا يعرفون شيئا مما تقرر، باستثناء عملية شراء تذاكر المباراة ضد ألمانيا اليوم، لكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور بمجرد التفكير في سبب القدوم إلى البرازيل وهو تشجيع “الخضرا” التي تبقى بحاجة إليهم، لم لا وهم اللاعب رقم 12 في الملعب ويستحقون الشكر والثناء تماما مثل باقي اللاعبين الذين حققوا حلم الملايين من الجزائريين بدخول نادي كبار اللعبة الأكثر شعبية في العالم.أنشر على
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/06/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : جلال بوعاتي
المصدر : www.elkhabar.com