الجزائر

القطيعة مع جيل نوفمبر ضرورة تاريخية



القطيعة مع جيل نوفمبر ضرورة تاريخية
قتل مهندس مؤتمر الصومام على يد إخوانه، واعتبر آنذاك شهيدا فقد حياته فداء للوطن على يد القوات الفرنسية، كما ذكرت جريدة المجاهد في زمن رضا مالك وفرانز فانون ومحمد يزيد، وكان يكفي أن يصدر كتاب كوريي لتنفجر الحقيقة في نهاية الستينيات، لكن مصرع عبان على يد رفاقه لم يشفع له أن يظل مصدر السجال إلى يومنا هذا بين رفاق الدرب والمؤرخين الذين انقسموا إلى مؤيد ومعارض للدور الذي لعبته هذه الشخصية التي لم يتورع البعض في وصفها بالشخصية المستبدة داخل الثورة، ولو لم يُضَحَ بعبان رمضان لكانضحى بمن ضحوا به... واليوم عندما نستعيد ذكرى 20 أوت، نشعر بالحسرة والحزن حول الإسهامات الضعيفة في كتابة التاريخ من طرف الجزائريات والجزائريين ويعزى ذلك إلى أسباب شتى، منها غياب الجرأة والاهتمام الجدي بالذاكرة، ومنها التسييس الضيق لقضايا الثورة الجزائرية والغياب الحقيقي للحرية في تناول القضايا التي ظلت تشوبها الحساسيات والميولات ذات الطابع الجهوي والفئوي والشخصي، والدليل على ذلك هو هذه الهزالة التي ميزت عملية الاحتفاء بمرور 50 سنة على الاستقلال، من يتحمل المسؤولية؟! السلطة؟! النخب العلمية؟! أم فرنسا التي ظلت توظف الأرشيف السري للثورة كورقة للضغط والمقايضة؟! علينا نحن كجيل جديد أن نحدث القطيعة مع جيل نوفمبر نفسه ومع إيديولوجيي الحراس الجدد للنظام الكولونيالي المعدل من أجل تقديم قراءتنا الجديدة المتحررة من كل سلط الأسياد القدامى منهم والجدد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)