الجزائر

"القصعة" عادة توارثتها العائلات البويرية أبا عن جد يوم العيد




تحاول العائلات البويرية الحفاظ على عاداتها وتقاليدها قدر المستطاع، خاصة فيما يتعلق بالمناسبات السعيدة، حيث تستعد بعض العائلات التي ازدان فراشها بمولود أو شهد بيتها عقد قران أحد أبنائها، لإقامة "القصعة" يوم العيد، وهي عادة جميلة توارثها البويريون أبا عن جد، ولازالت راسخة في ذاكرة الولاية لحد الساعة.وتعتبر هذه العادة من بين العادات التي لا يمكن أن تتخلى عنها المرأة البويرية أول أيام العيد، وتقتصر على العائلات التي شهدت زواج أحد أبنائها أو ازدياد مولود في الأشهر الأخيرة التي تسبق حلول العيد سواء الفطر أو الأضحى، إذ يتوجب عليها إقامة "القصعة" التي تتمثل في إعداد "الكسكسي بالزبيب" وإضافة حبات بيض مسلوق، وتقوم العائلة بتوزيع صحون منه للجيران قبل طلوع الصبح، وتنتظر الجارات بشغف طبق الكسكسي الذي لا يمكن أن يعاد فارغا لصاحبته، بل يملأ بحلوى العيد أو السكر كفأل خير.وبالرغم من أن هذه العادة ضربت في تاريخ ولاية البويرة منذ القدم، إلا أنها لم تندثر بتعاقب الأجيال، بل لازالت سائدة في بعض المناطق على غرار "عمر"، "جباحية"، "شعبة يخلف"، "القرية" وغيرها من القرى والمداشر.وحول الموضوع، حدثتنا السيدة "جهيدة" التي احتفلت بزفاف ابنها، قائلة أن عيد الأضحى المبارك هذا العام اختلف لديهم عن العام الماضي، حيث أنها أقامت عادة "القصعة"، بما أنها احتفلت بزفاف ابنها قبل شهر من حلول العيد، حيث حضرت "الكسكسي" واقتنت الزبيب والبيض، حيث تقول إنه وبالرغم من التعب الذي صاحب عملية تحضير القصعة من الساعة الثانية صباحا إلى مطلع الفجر، إلا أنها شعرت بفرحة غامرة، وهذا ما يمنح نكهة خاصة للعيد، وبالأخص عندما شرعت ابنتاها في توزيع الصحون على الجيران، حيث تقول إن جيرانها استيقظوا باكرا لما علموا أن لديها "قصعة" هذا العام، مضيفة ان كل جيرانها لم يعيدوا لها الصحن فارغا، وهي العادة التي لا يمكن التخلي عنها، حيث يتم ملؤه بالسكر او الحلوى كفأل خير.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)