... في مكان رعوي ، في صحراء خالية بين ولاية تيميمون
و ولاية عين صالح مكان يسمى واد تيظلاوين بمنطقة بارودة
التي تبعد على عين صالح حوالي 170 كلم طريق معبد إضافة الى 90 كلم طريق غير معبد مرورا بمنطقة الراڨ الصناعية .
المرأة الستينية العمر تسكن هي وزوجها السبعيني في خيمة وحيدان ولكن هناك بدو رحل ليسو بالبعيدين عنهم حوالي 20 او 30 كلم على شكل يحيط ببئر مائي في تلك المنطقة ...
....يوم الجمعة خرجت المرأة ترعى ككل يوم بالغنم
فجأة جاءت زوبعة رملية فإنقسمت لها الغنم الى نصفين أو أكثر
فتبعتهم لتردهم ولكنها دارت بها الأرض ولم تعرف أي إتجاه سيردها لخيمتها وزوجها ....
مرّ يوم ولم ترجع للخيمة ، وليس من عادتها ان لا ترجع في آخر النهار ، فعرف زوجها ان الزوابع الرملية التي مرت عليهم أمس قد أخذت معها زوجته ....
فقرر البحث عنها لوحدة اليوم الأول ولم يجدها
ثم أخبر جيرانه ليبحثوا معه في اليوم الثاني والثالث والرابع حتى اليوم الخامس دون جدوى
فإتصل أحد جيرانه بأخوه في عين صالح وأخبره بما حدث ....
أخوه بعد قطع إتصاله معه ، فكر في هبة تضامنية
فإتصل بجمعية الإحسان الخيرية عين صالح
( الهبة التضامنية الثالثة في أقل من عام )
فطلبنا منه ان نلتقي لنعرف ونضبط كل الأمور ، بدءا بإعلام السلطات الأمنية قبل أي إجراء ....
بعدها بدأنا في كتابة مناشير بداية الهبة التضامنية
وكالعادة تجاوب ماشاء الله رغم الصيام من ساكنة عين صالح ...
بعدها يأتينا إتصال من مجموعة متطوعين من ولاية تيميمون حينما قرؤا ضياع وتيهان المرأة في تلك المنطقة القريبة منهم
من أجل التنسيق للخروج معنا في عملية البحث
وبينما نحن منهمكون في التحضير يفاجئنا اتصال ثاني من ولاية المنيعة ليخبروننا أنهم سينطلقون مباشرة ليلتقووننا في منطقة الراڨ ( أشياء تقشعر لها الأبدان لصدقها ) ...
.....
بعد ضبط الأمور خرج فريق جمعية الإحسان الخيرية الأول
02:00 صباحا ب 04 سيارات محملين بالدراجات النارية وبعض المؤونة
وبعدها خرج الفريق الثاني على الساعة 08:00 صباحا ...
.....
11:30 يلتقي فريق جمعية الإحسان الأول الذي بدأ عملية البحث منذ الفجر بالفريق الثاني
ثم يلتقي الكل مع فريق تيميمون ولمنيعة ..
إجتمعنا
من أجل وضع آلية تضم الجميع بعيدا عن البحث العشوائي
....
بعدها بساعة فقط يأتي الخبر الذي دمعت له عيوننا من الفرحة
وهو العثور على المرأة في أحد الوديان تحت شجرة على قيد الحياة تكاد تتكلم وصحة واهنة منهكة
ووسط الفرحة والذهول
قام من هم أهل الخبرة برشها بالماء ومرس تمرة واحدة في فمها مع رفضهم إعطائها الماء لأنها كانت تطلبه من شدة العطش ....
.....
لحظات قوية جدا ، لما فيها من قوة الموقف وعظمة الرب
تحتاج منا السجود لله على تلك الأرض شاكرين حامدين له
على نجاة عجوز كدنا أن نفقد الأمل على وجودها على قيد الحياة
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ...
نزلت دموعي من الفرحة وكأنني طفل صغير
رغم انني كنت احرص على توثيق هاته اللحظات ....
....
بعدها أخذها عمال إلى عيادة المجمع الغازي
ثم علمنا بعدها أنه تم تحويلها لمستشفى و أوڨروت بتيميمون وقد تحسنت حالتها والحمد لله ....
.....
الهبة التضامنية شاركت فيها ثلاث ولايات متجاورة
في رسالة أخوية ، رسالة حب ، رسالة صادقة
الكل سارع لتلبية النداء على أمل إنقاذ إمرأة في شهر رمضان المبارك ...
.....
لا أحد يزايد على أحد
الكل عمل بضمير وإخلاص وتفاني وقوة إيمان وعن قناعة
....
الحمد لله والشكر لله والله ولي التوفيق ....
.....
شهادة للأمانة
رغم أن هناك رخصة للإفطار لكن الشباب فضلوا ان يكون عملهم صائمين وكانوا ينوون البحث على الأقل مدة ثلاث أيام ليتم إستبدالهم في حالة عدم العثور عليها ....
.......
تقبل الله منا ومنكم ...
جمعية الإحسان الخيرية عين صالح
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/04/2022
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
صاحب المقال : Faissal Selkh
المصدر : facebook.com/Prince.Faissal/posts/5239108682777175