الجزائر

القرية..القرية، الأرض.. الأرض وانتحار رائد الفضاء ''الخبر'' تنشر مقتطفات من رواية تنبأ فيها القذافي بنهايته



ما أقسى البشر عندما يطغون جماعيا..!! يا له من سيل عرم لا يرحم من أمامه..!! فلا يسمع صراخه.. ولا يمد له يده عندما يستجديه وهو يستغيث.. بل يدفعه أمامه في غير اكتراث! إن طغيان الفرد أهون أنواع الطغيان، فهو فرد في كل حال.. تزيله الجماعة، ويزيله حتى فرد تافه بوسيلة ما.. أما طغيان الجموع، فهو أشد صنوف الطغيان، فمن يقف أمام التيار الجارف!؟.. والقوة الشاملة العمياء!؟  إنه مقتطف من رواية القذافي الشهيرة بعنوان القرية..القرية، الأرض.. الأرض، وانتحار رائد الفضاء ، كتبه العقيد قبل 27 سنة، متنبئا فيها بسقوطه المأساوي من على هرم السلطة، معترفا بخوفه من الجماهير التي خدمها على مدى 42 سنة.
ويقول القذافي في مقطع آخر يصف فيه نبوءته بسقوطه: ..إني أحب الجموع كما أحب أبي، وأخشاها كما أخشاه، من يستطيع في مجتمع بدوي بلا حكومة أن يمنع انتقام أب من أحد أبنائه . ولأن نهايته كانت تشبه كثيرا نهاية شخصيات روايته، ومنهم الفاشي الإيطالي موسيليني وقبله بقرون هانيبال ، وبعدهما باركليز و سافونارولا و دوانتون .. وروبسبير و نيكسون . وكتب العقيد الراحل عن قساوة الحياة، ولحظات الغضب الشعبي والجماهيري، مصورا إياها بلغة بسيطة خالية من التعقيدات قائلا: كم هي قاسية في لحظة الغضب، تآمرت على هانيبال وجرعته السم، وأحرقت سافونارولا على السفود، وقدمت بطلها داونتون للمقصلة وحطمت فكي روبسبير خطيبها المحبوب وجرجرت جثة موسيليني في الشوارع.. وتفلت على وجه نيكسون وهو يغادر البيت الأبيض بعد أن أدخلته فيه وهي تصفق!! متنقلا إلى وصفه حاله وما تعده له الجماهير التي أفنى حياته في خدمتها ورعاية شؤونها بقوله: فبماذا أطمع أنا البدوي الفقير التائه، في مدينة عصرية مجنونة،، أهلها ينهشونني كلما وجدوني.. هذه الجموع التي لا ترحم حتى منقذيها، أحس بأنها تلاحقني.. تحرقني. وعن لحظة السقوط التي جاءت بعد 42 سنة من الانتظار، روى القذافي قائلا الطريق إلى جهنم ليست كما تتوقعون، وكما وصفها لنا الدجالون الذين يصورنها لنا من خيالهم المريض، أصفها لكم أنا الذي سلكتها بنفسي مرتين، وتمكنت من المنام والراحة في قلب جهنم، وأقول لكم إني جربت ذلك، وكانت أجمل ليلتين في حياتي تقريبا هما اللتان قضيتهما في قلب جهنم بنفسي فقط.. إن ذلك أفضل عندي ألف مرة من معيشتي معكم، أنتم تطاردونني وتحرمونني من الراحة مع نفسي، فاضطررت للهروب إلى جهنم...  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)