القروض الاستهلاكية.. "حرام"

يخوض علماء وأئمة ومختصون، هذه الأيام، حملة وطنية لإلغاء الربا في القروض الاستهلاكية، حيث يجري التحضير لمراسلة الوزير الأول، عبد المالك سلال، لمطالبته بإلغاء الصيغة الربوية من القروض الاستهلاكية التي ينتظرها الجزائريون بشغف كبير، والتي ستدخل حيز التطبيق قبيل رمضان القادم، ولقيت هذه القروض انتقادات واسعة بسبب اعتمادها على الفوائد الربوية ما دعا جمهور العلماء في الجزائر إلى تحريمها..الشيخ عبد الرزاق قسوم: القروض الاستهلاكية محرمة باتفاق العلماءأكدت جمعية العلماء المسلمين مباركتها ومشاركتها في الحملة الوطنية لإلغاء القروض الاستهلاكية، التي بادر إليها أئمة المساجد، حيث أكد رئيس الجمعية، عبد الرزاق قسوم، أن القروض الربوية أفسدت فرحة الجزائريين بالقروض الاستهلاكية وهي محرمة باتفاق العلماء. وطالب الحكومة، وعلى رأسها الوزير الأول، عبد المالك سلال،بضرورة إعادة النظر في هذه القروض بما يتواف معالمادة الثانية من الدستور. وقال إن الكثير من الجزائريين هم بأمس الحاجة إلى هذه القروض، ما يجعل التفكير في تحريرها من الربا مطلبا شعبيا عادلا. كمال بوزيدي: يمكن استبدال كلمة الفوائد بالخدمات لرفع شبهة الربا دعا الدكتور كمال بوزيدي الحكومة الجزائرية، وعلى رأسها الوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى ضرورة التدخل السريع من أجل رفع شبهة الربا من القروض الاستهلاكية التي ستدخل حيز التطبيق قريبا. واقترح المتحدث استبدال كلمة "الفوائد" ب "الخدمات" التي يستفيد منها البنك مقابل معاملاته التجارية. وقال كمال بوزيدي إنه من غير المعقول أن نطالب البنوك بمنح القروض دون فائدة، لأن هذه المعاملة ستكون خاسرة للبنك. وأكد أن الكثير من العلماء أجازوا للبنوك أخذ قسط من الأرباح على أتعابهم، بشرط أن تسمى هذه الأرباح أتعاب الخدمات وليس فوائد.جمال غول: الحكومة وجهت هذه القروض إلى الذين لا يخافون الله انتقد رئيس المجلس العلمي المستقل للأئمة، جمال غول، بشدة، إصرار الحكومة على إبقاء الصيغة الربوية في القروض الاستهلاكية التي ستوجه، حسبه، إلى الذين يقبلون الربا ولا يخافون الله، فيما سيحرم أغلب المواطنين من هذه القروض. وقال نقيب الأئمة إن الحكومة التي قررت إلغاء تعليمة تحرير الخمور، وقررت أيضا إلغاء النسب الربوية من قروض أونساج بتخفيضها إلى 1 بالمائة مقابل خدمات البنوك تستطيع أن تحرر القروض الربوية من الصيغة الربوية. وأكد محدثنا مشاركته القوية ودعمه للحملة الوطنية التي دعا إليها أئمة من مختلف مساجد الوطن لإلغاء الربا من القروض الاستهلاكية.فارس مسدور: القروض الاستهلاكية لم تراع عقيدة الجزائريين أكد الأستاذ فارس مسدور، مختص في الاقتصاد الإسلامي أن اللجنة المكلفة بدراسة ملف القروض الاستهلاكية، تجاهلت عقيدة المجتمع الجزائري وانتماءه الإسلامي، لاحتوائها على فوائد ربوية تصنفها في دائرة الحرام، وستجعل الغالبية الكبرى من الجزائريين يمتنعون عنها. وأردف مسدور قائلا: "كان الأجدر بالحكومة أن تفكر في قروض استهلاكية تتماشى مع السبل المشروعة التي تضمن ربحا للبنوك وللمستهلكين، على غرار اعتماد صيغة المرابحة والبيع بأجل مع زيادة السعر.. وكل هذه الصيغ مربحة ومفيدة وتتماشى مع الشريعة الإسلامية".مصطفى زبدي: هذه القروض هدية مسمومة للجزائريينالدكتور مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلكين، القروض الاستهلاكية بمثابة الهدية المسمومة للجزائريين لاحتوائها على صيغة محرمة شرعا، مؤكدا أن جمعيته كانت حاضرة في اللجنة المكلفة بدراسة القروض الاستهلاكية، وشددت على ضرورة إلغاء النسب الربوية منها، خاصة أنهذه القروض ستوجه إلى الطبقة المحتاجة والمتوسطة من المجتمع، والتي تتطلب دعما من الدولة على غرار ما حدث مع قروض دعم الشباب والقروض السكنية، وهذا ما سيجعل المواطنين مرتاحين في طلب هذه القروض دون شبهة ولا ريبة.