في قرية ( سيق ) التي تسمى بالفرنسية ( Saint Denis du Sig ) ، و التي كانت تابعة الى ولاية و هران ( الآن تابعة الى ولاية معسكر ) . في هذه القرية كانت توجد مدرسة إبتدائية تسمى ( مدرسة العربي تيبسي الإبتدائية ) وكانت هذه المدرسة تشغل الطابق الأرضي من المسجد الذي سمي باسم ( الشيخ العربي تيبيسي ) رحمه الله تعالى ، واختص الطابق الأعلى بأنشطة المسجد و تعبد روّاده . وقد كنت آنذاك المعلم العراقي الوحيد في هذه المدرسة الذي ساهم في حملة التعريب في المدارس الجزائرية ؛ إذ كنت أحد أفراد البعثة التعليمية التي أرسلتها الحكومة العراقية سنة 1964 ميلادية ، وقد خدمت في تلك المدرسة الحبيبة سنتين دراسيتين ( 1964 - 1966 ) ، و كان تدريسي لتلاميذ و تلميذات الصف الثاني الإبتدائي حيث يجلسون و يتعلمون في غرفة صف واحدة من غرف الطابق الأرضي من المسجد . كنت أرجع من مدرسة المسجد متعبا ، خاصة في الأيام الأولى من مباشرتي التعليم ؛ إذ أننا - في العرااق - لم نَعْتَدْ على أن يستمر الدرس لساعتين كاملتين ، و أن اليوم يستغرق منا ثلاثة دروس ، أي اننا ندرس على مدى ست ساعات ، حتى الإستراحة لايسلم المعلم منها ، فعليه أن بقف في الساحة يراقب تلاميذه وتلميذاته حفاظا على سلامتهم ، و الويل للمعلم إذا تعرض أحدهم أو إحداهن لأذى . بينما لا يستغرق الدرس في المدارس العرقية أكثر من خمس و أربعين دقيقة فقط تأتي بعدها إستراحة تستغرق عشر دقائق أو خمس و لا يصل عدد الدروس أكثر من خمسة أو ستة دروس ، و إذا حسبنا أوقات الدروس فإنها تبلغ أربع ساعات ونصف أو خمس ساعات و عشر دقائق تتخللها استراحات عديدة للمعلمين و التلاميذ ، و لا يلتزم المعلم بمراقبة دائمية للتلاميذ . ولكن مع هذا التعب فقد كنت أشعر بمتعة التعليم ، خاصة وإني معجب بالنظام الجزائري في التعليم خاصة تعليم اللغات .
هذا وقد ربطتني في هذه القرية القريبة الى قلبي صداقة وثيقة مع بعض الأخوة الجزائريين ، و أخص بالذكر الأستاذ الفاضل ( الطيب بن عبد الرحمن قدور ) فقد كان لي صديقا مخلصا ؛ بل كان لي أخا وفيا ، ولن أنسى فضل رعايته لي بحيث جعلني أعيش بين أهلي وناسي فلم أشعر بوطأة الغربة ، وقد رافقني الى مدينتي ( البصرة ) عند رجوعي الى وطني العراق ، جزاه الله عني خير جزاء المحسنين ، عند رجوعه الى وطنه الجزائر جرى الإتصال بيننا عبر البريد الورقي لعدة سنوات ثم فوجئت بانقطاع الرسائل دون سبب أعرفه . ولقد علمت منه أنه رزق بأربعة أولا د وبنت واحدة هم ( أمين ، بشير ، عبد القادر ، موسوي ، و آمال ) حفظهم الله و رعاهم و وفقهم و أطال عمر والديهم بصحة و يمن . أما الصديق الآخر الذي أعتز به وبذكره فهو الأستاذ الفاضل ( مختار بن ونان مصطفى ) ، وقد تركته أعزبا لا زوجة له ، ولا أدري الآن عن حالته الاجتماعية ، وعسى أن يكون بخير . ومن الأصدقاء الذين التقيت بهم وصحبتهم الأستاذ ( عبد الملك مرتاض ) ، و قد كان كاتبا ألف كتابا و أرسله الى مصر لطباعته و نشره .
لي طلبان تربويان ، و طلب واحد إجتماعي : فالطلب التربوي الأول : أسأل عن المدرسة و المسجد المبارك ماحل بهما ؟ وهل هما باقيان على حالهما ؟ أرجو مِن مَن يقرأ رسالتي هذه و يعلم عن تاريخ مدرسة المسجد في سيق أن يوافيني مِن ما يعلم بقدر ما يمكنه في هذه الصفحة أو على بريدي الألكتروني . أما الطلب التربوي الثاني فهو حصة المعلمين أو من يعمل في المجال التربوي الإبتدائي ، وقدر المستطاع من المناهج التربوية الإبتدائية في الجزائر .
أما الطلب الاجتماعي فيختص بالشخصين اللذين ضمتهما رسالتي هذه و هما : الطيب بن عبد الرحمن قدور أو اولاده ، و الثاني هو : مختار بن ونان مصطفى . و إني لأرجو مِن مَن يعلم شيئا عنهم أن يسعفني به ؛ فإني في شوق شديد لمعرفة أخبارهم
عسى أن يعود الإتصال بيننا ، ولِمُسْعِفِي في هذا الأمر الشكر الوافر و من الله العلي القدير الثواب العظيم .
محمد با قـر الموسوي - معلم و تربوي - البصرة - العراق
14/02/2016 - 294024
تاريخ الإضافة : 29/06/2015
مضاف من طرف : mounir-1958