الجزائر

القرآن حفظ للمرأة حقوقها



القرآن حفظ للمرأة حقوقها
من المتعارف عليه أن ديننا الحنيف قد حفظ للمرأة حقوقها الشرعية، ويَرِد ذلك ضمن العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي توضّح مجملا تلك الحقوق وتعدد واجبات المرأة كذلك. والمتمعن في القرآن الكريم يتأكد أنه قد خص المرأة دون الرجل بالكثير من الآيات وفي العديد من السور، لذلك كانت الشريعة الإسلامية أولى الشرائع التي تحفظ للمرأة حقوقها؛ إذن فإن مطلب الفهم الصحيح لهذه الآيات بات اليوم يطرح نفسه أكثر من ذي قبل، في ظل الفهم الخاطئ من قبل الكثيرين؛ في كون المرأة هي فقط مخلوق ناقص عقل ودين!في حجة الوداع، ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام آخر وصية له، وهي في الحقيقة تعليمات وتوجيهات لكل المسلمين إلى آخر الزمان؛ إذ قال: «الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم». وفي حديث آخر كان قد قال: «اِستوصوا بالنساء خيرا». والحقيقة أن وصايا الرسول الكريم بالنساء كثيرة؛ لأن كمال الخير والسعادة فوق الأرض لا يكون إلا بحفظ النساء وصونهن. ولكننا اليوم نتساءل هل وصية الرسول عليه الصلاة والسلام مصونة؟ «يمكن الجزم أنها غير ذلك تماما؛ والدليل قضايا العنف بكل أشكاله التي تزداد السنة تلو الأخرى ضد المرأة»!يقول المحلل الاجتماعي الدكتور نور الإسلام بشاري في محاضرة له حول «المرأة وتحديات العصر» بمناسبة ذكرى الثامن مارس، إن الخطأ الكبير الواقع في مجتمعنا هو الفهم الخاطئ لتفسير بعض الآيات والأحاديث النبوية؛ مثل قول إن «صوت المرأة عورة»؛ فكيف يكون كذلك والله عز وجل قد سمع صوت التي تجادل الرسول في زوجها الذي ظلمها، مضمّنة في اعترافها للرسول، بأن زوجها أكل شبابها، وعندما كبرت ظلمها وأراد استبدالها، فأخبرها الرسول بأن عليها بالصبر، فانزعجت المرأة وقالت له: «سأشكو إلى ربك وربي وهو منصفي»، وهنا جاء قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)؛ فإذا كان الله يخبر نبيه بأنه سمع صوت المرأة، فكيف يتم الترويج اليوم ظلما، بأن صوت المرأة عورة؟! يتساءل الدكتور مخاطبا المرأة عموما: «عليك أن تسألي عن حقوقك وتطّلعي عليها، وتحاولي أخذها بالإرادة؛ فإن جهل الأمور أحيانا نقمة».وإذا كان الغرب دائم السؤال عن مكانة المرأة عند المسلمين، فإن سبب هذا هو تصرفات بعض المسلمين الخاطئة تجاه المرأة رغم أن منهاج الرسول قد قدّم قبل 14 قرنا وما يزيد، أسلوبا حكيما عن التعامل مع هذا المخلوق؛ إذ قال عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي». وفي هذا الحديث دليل عظيم على محاسن الإسلام التي جاء بها. ومن جملتها أنه جعل الإحسان إلى الزوجة والأولاد من أفضل الأعمال المقربة إلى الله، والخيّر لأهله من خيرة الناس، وطبعا في هذا الحديث رسالة إلى الرجل في أن إحسانه للمرأة بمعنى ضمان حقوقها وصون كرامتها يجعله من خيرة الناس. وفي هذا الشق كذلك قول آخر للنبي المصطفى: «إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم». والمعنى أنهن مثيلات الرجال إلا ما استثناه الشارع؛ كالإرث والشهادة وغيرهما مما جاءت به الأدلة؛ «إذن في فهم مجمل الآيات والأحاديث تحدٍّ كبير ليس فقط للرجل لأنه قوَّام على المرأة، وإنما للمرأة نفسها، التي عليها أن تدرك معنى الأنوثة التي خصها الله بها وسيّجها بقوانين؛ حفظاً لها».ويذكر المحاضر ويشرح ذلك في قوله إن الله تعالى قد خص المرأة بالكثير من الآيات لحفظ أنوثتها، ومن ذلك قوله تعالى: «ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن، فإذا تطهَّرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين». والمعنى الآخر لهذه الآية هو إفهام الطرفين على السواء، الحكمة من المحيض؛ لأن المرأة في هذه الفترة تصاب بحالة من الكآبة والضيق، وعادة ما تكون متقلبة المزاج، سريعة الاهتياج. كما أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى مستوى لها أثناء الحيض؛ «لذلك جاءت الحكمة في اعتزال المرأة في هذه الفترة؛ صوناً وحفظا لها، وهذه هي الأنوثة التي لا بد من إدراكها، ولكن نتأسف أن أغلبنا يقرأ القرآن ولا يفهمه، بل نتأسف أن في الأسرة الواحدة لا يتم الحديث عن هذا الإدراك! لذلك يكبر جيل من النساء والرجال غير واعين بمسائل فصل فيها القرآن قبل قرون وهي في الأساس قواعد ربانية تنظم الحياة اليومية للبشر»، يضيف المحلل، مبديا تأسفه أيضا لكون «مجتمعنا يسير وفق منهجية (الله غالب!) في كل الأمور؛ كناية على تهوين بعض الأحكام الربانية من طرف البعض، وجعلها في خانة الأمور التي لا يمكن الرضى بها.ومن تحديات العصر التي تواجهها المرأة اليوم تقنية «الفوتوشوب»؛ أي التصوير وتعديل الصور، ثم الابتزاز، والتي بسببها قد تخرَّب البيوت، وهنا تهوين آخر بأحكام الله؛ إذ إن هناك آية مفصّلة عن قذف المحصنات، والقرآن شديد الوضوح في هذا الأمر؛ «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم»؛ «لذلك نحن ندعو المرأة لتدرك حقوقها، وأن أكبر قوانين الدفاع عنها هو القرآن»، يضيف الدكتور متحدثا عن تحد آخر من تحديات العصر، وهو تكريم المرأة الخالص بربط صبر الرجل عليها تحديدا، وهنا يأتي المعنى الحقيقي لحديث «ناقصات عقل ودين»؛ فالمرأة ذات عاطفة جياشة ولا يمكنها عَقلُها (أي ربطها)، وبالتالي لا تصح شهادتها بمفردها، ولا بد لامرأة أخرى بجانبها (أن تضل إحداهما فتذكِّر إحداهما الأخرى)، وأما نقصان الدين فهو حكمة في فطر أيام من رمضان، ونومها بلا صلاة أيام الحيض.أما آخر تحدٍ يشير إليه الدكتور في تحليله فيكمن في إشكال العنف ضد المرأة، وهنا يخص الأم بعينها، فيوجه السؤال: كم من أم ينشأ ابنها على واجب احترام أخته؟ بل الكثيرات يعطين السلطة المطلقة للأخ من كونه ذكرا يحمل اسم العائلة! وهكذا تنتقل صورة الاستعلاء والسلطة المطلقة إلى الذكر على البنت من جيل لآخر رغم أن القرآن ساوَى بين الجنسين؛ يقول تعالى: «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما»، وهذا هو المعنى الحقيقي للمساواة بين الرجل والمرأة؛ لأن الخالق لم يذكر الرجل دون المرأة وإنما ذكرهما معا، مثلما توضحه الآية؛ فهل هناك شريعة تساوي بينهما مثلما فعلته الشريعة الإسلامية منذ أكثر من 14 قرنا؟ ومنظمة الأمم المتحدة رفعت شعار 2015 «الاستقلالية الذاتية للمرأة»؛ احتفالا باليوم العالمي لها؟ ونحن نقول إن تلك الاستقلالية واضحة وكفلها القرآن لها منذ قرون، والحقيقة أن الجهل بتلك النصوص القرآنية هو سبب المعركة الخاسرة بين الجنسين إلى اليوم»، يختم الدكتور تحليله، داعيا الجميع إلى العودة إلى الكتاب والسنّة؛ لأنهما المنهاج الصحيح للحياة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)