الجزائر

القذافي يستهجن وفرنسا تطرد أقرباء بن علي من أراضيها الموقف الرسمي العربي بين غائب وغامض



شذ الموقف القطري من الأحداث في تونس عن الموقف الرسمي العربي، بأن جاء في وقته، أي بعد الزلزال التونسي مباشرة. وتميز الموقف الليبي بشذوذه المنتظر عن مواقف بقية دول العالم التي لم تجد أمامها غير الاعتراف بالأمر الواقع، حتى تلك التي لم تكن مقتنعة لا بالحدث ولا بالموقف منه.  أما مواقف بقية الدول العربية فكان من الطبيعي أن تفضل في معظمها الصمت عن الإعلان عن موقفها من مجريات الأحداث التونسية كما هو حال الجزائر، وذلك لحرجها المزدوج من الشعب التونسي، في حال انحيازها وتضامنها مع الرئيس بن علي وهو موقفها الحقيقي، أو في حال إعلان تأييدها لثورة الشارع، وهو أمر يتناقض مع طبيعة الأشياء ومع مصلحة هذه الأنظمة الخائفة من تعرضها لنفس المصير، ولهذين السببين غاب الموقف الرسمي للعرب مما حدث باستثناء قطر أو لنقل إننا لن نسمع موقفا لمعظم الدول العربية، حتى وإن سارعت بعض هذه الدول إلى الدلو بدلوها بموقف محتشم وبلا لون، لكن حتى الموقف المتذبذب جاء بعدما عرفت مواقف الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، إذ سايرت القلة القليلة من الحكومات العربية الموجة و''تفهمت'' التغيير الذي حاصل في تونس، مثلما هو حال مصر التي دعت التونسيين إلى ''التكاتف'' من أجل صون مكتسباتهم التي حققوها على مدار عقود بعد الاستقلال.
الموقف الليبي الذي نرى أنه يستحق وقفة خاصة لا لغرابته لأن رؤية الزعيم الليبي تبقى دائما غريبة ومختلفة عن مواقف الآخرين، فهو الوحيد الذي وجه خطابا للشعب التونسي، استغرب فيه انتفاضته ضد رئيسه بعد إعلان الأخير أنه لن يترشح لرئاسيات ألفين وأربعة عشرة، فلماذا دفع التونسيون أبناءهم للموت لإزاحة رئيس أعلن أنه سيتنحى من تلقاء نفسه بعد انتهاء عهدته؟ يتساءل العقيد القذافي، ثم قارن بين عهد بن علي في الجانب الأمني الذي ينعم به الشعب التونسي، وبين الانفلات الأمني بعد إسقاط الرئيس، والذي بلغ درجة أن أصبح المواطنون يذبحون في غرف نومهم. وقال العقيد إن ''تونس يحسبها الناس دولة سياحة ودولة متحضرة، وأن السياح بها مطمئنون، وإذا بها دولة ملثمين وعصابات الليل، وهراوات وسكاكين وقتل وحرائق''.
لكن على عكس المواقف الرسمية العربية، فقد رحبت التنظيمات غير الرسمية الناشطة بالتغيير الحاصل، خاصة التيارات الإسلامية التي رأت في ما حدث ثورة شعبية ضد القمع والقهر وسياسة التفقير، وقد سجل هذا في فلسطين والكويت والبحرين والأردن ومصر.
أما بقية دول العالم فجاءت مواقفها، على العموم، مرحبة بما حصل من منطلق أنه خيار شعبي. أما الحليف الدائم لتونس في عهد بورفيبة وبن علي والنظام القادم بكل تأكيد ونقصد به موقف فرنسا، فقد تجاوز ما كان منتظرا، مثلما هو حال موقف فرنسا التي كانت مصنفة كأهم حلفاء الرئيس المخلوع، وإذا بها لا ترفض استقباله على أراضيها فقط، وإنما تقدم على طرد أقاربه المقيمين بفرنسا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)