الجزائر

"القديد" و"الخليع" مصدر فعال لمد الجسم بالطاقة



تستغل العائلات العنابية هذه الأيام، فترة التقلبات الجوية وانخفاض درجات الحرارة من أجل تحضير الأكلات التقليدية والعجائن والحساء بمختلف أنواعها؛ لتعزيز طاقة الجسم بالحريرات، التي تساعد على مقاومة البرد. ومن بين المواد الأساسية التي تخزنها ربات البيوت خلال فصل الشتاء بعد تحضيرها في فصل الصيف، "القديد" و"الخليع" المتبَّل بمختلف التوابل الحارة، والمنقوع في زيت الزيتون. تعمل هذه العناصر الأساسية كمحافظ على مكونات قطع "القديد" المنسَّم، والذي يوضع في كل الأكلات التقليدية، منها "البركوكس" و"الكسكسي"، وحتى بعض المرق، مع إرفاقها بالخضار الموسمية، وكذلك "الشوفان"، وبعض الأعشاب العطرية المجففة والطازجة.ويُعد أجود أنواع "القديد" ذلك المحضَّر من طرف العائلات، فيما لا يوجد منه الكثير في السوق المحلي. أما الكميات المتوفرة والمعروضة للبيع، فهي، في غالب الأحيان، مغشوشة، ولا تفي بالغرض، حسب العارفين بهذه القطع الغذائية؛ لأنها تحضَّر بطرق مختلفة جدا، ومنها ما يتم اقتطاعه من لحم كبش عيد الأضحى؛ على اعتبار أنها فرصة للعائلات الفقيرة وذات الدخل الضعيف؛ إذ تعمل جاهدة على اقتطاع لحم الكتف وغيره لتحضير كميات معتبرة من "القديد"، الذي يجفَّف في الظل، وتحت درجة حرارة عادية، مع وضعه في الملح وكل التوابل الخاصة به، ومنها "البابريكا" و"الفلفل الحار"، وغيرهما من المنكهات التي تحافظ على جودته طول العام. ومن ربات البيوت مَن تغمس "الخليع" في وعاء زجاجي مغلق مملوء بزيت الزيتون، مع تتبيله بنكهات مختلفة وطيبة المذاق.
وللإشارة، فإن "الخليع" يوضع عادة في المرق الأحمر والطعام، وحتى "العيش"، لكن بكميات قليلة. وحسب مختصين في الغذاء الصحي، فإن المرق والأكلات التقليدية المعَدة بمادة "القديد"، تُعد صحية في حال احترام شروط النظافة وكذلك تقنيات التجفيف، مذكرين بأن الملح مادة تحافظ عليه من التعفن والحشرات التي لا تُرى بالعين المجردة. ويبقى على المستهلك غسلها عدة مرات، للتخلص من الملح قبل استعمالها. وعلى صعيد آخر هناك من الجدات من تعتبر "القديد" مقويا للمناعة، ويزيد من صلابة بنية الجسم؛ ما يساعد على تعايش الإنسان مع نزلات البرد القوية، خاصة مع حلول فصل الشتاء، وانتشار وباء "كورونا" المخيف والقاتل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)