الجزائر

القبض على غباغبو.. المشهد والرسالة



 يجب أن يعتبر العالم أجمع من مشاهد القبض على الرئيس الإيفواري لوران غباغبو، أمس، وتهافت الفضائيات الإخبارية على بثها. فقد ظهر الرئيس غباغبو بملابس النوم وبطنه مكشوفة وحتى سرته. ومن محاسن الصدف أو مساوئها أن الذي أعلن خبر القبض على غباغبو أولا هو السفير الفرنسي في أبيجان وليس غريمه الرئيس الحسن واتارا. وفي مقام كمقام القبض المشين بلوران غباغبو، لا مجال للحديث عمن لديه شرعية الحكم، لأن الرسالة الأبلغ هي رسالة الاستعمار والتدخل الأجنبي، وما تعنيه من التحكم في مقدرات البلد ومصير الشعب.
بالنسبة لنا نحن الجزائريين، لم يكن أبدا غريبا علينا أن الفرنسيين بوسعهم فعل بشاعات أكبر وإهانات أكبر في سبيل الحفاظ على مصالحهم، خصوصا في القارة الإفريقية التي يراد لها أن تبقى محمية استعمارية وإلى الأبد. ولكن المشكلة هي عند جيراننا في ليبيا، والكلام موجه بالتحديد للمتحدثين باسم الثوار في المجلس الوطني الانتقالي. والمقصود أن الحق الذي يطالب به الثوار، وهو التحرر من نظام القذافي، يراد تحقيقه على يد دول لا تحترم أصلا حقوق الشعوب في تقرير مصيرها. وفي مقدمة هذه الدول فرنسا ورئيسها العنصري ساركوزي الذي وجد الفرصة مناسبة لتبييض صورته أمام الناخب الفرنسي تحسبا لانتخابات الرئاسة في 2012، والظهور بمظهر المدافع عن مصالح فرنسا والعودة بها إلى ساحة الفعل واتخاذ القرار الدولي.
هل يعتقد الحسن واتارا في كوت ديفوار ومصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا، أن فرنسا أو إيطاليا أو الولايات المتحدة، تدفع برجالها في أتون حرب غير مأمونة العواقب لمجرد إحقاق الحق وتحرير الشعوب وإقرار الديمقراطية، كما جرى ادعاؤه في العراق قبل ثماني سنوات؟
هل يعرف مصطفى عبد الجليل ''رئيس ليبيا المقبل'' كما يريد أن يظهر للناس، أنه تراجع عما مات من أجله عمر المختار الذي رفض الخضوع للمستعمر الإيطالي وفضل الموت شنقا.. الإجابة لدى باريس طبعا وروما.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)