الجزائر

القابلية للاستعمار.. دعوات للاحتلال



القابلية للاستعمار.. دعوات للاحتلال
اليوم، لا أريد الحديث عن المشاكل الداخلية التي تحيط بنا من كل جانب. ولا أريد الحديث أيضا عن تلك التجاذبات التي تطبع المشهد العام بين سلطة اقل ما يقال عنها فاشلة في بلورة مشروع مجتمع وطني جامع وبين معارضة عقيمة، عدمية، تجادل وتعارض ولا تبادر أي لا تملك هي الأخرى رؤية عملية واقعية لما يجب ان يكون عليه الوضع… اليوم بالتحديد أريد ان أسلط الضوء على ظاهرة خطيرة كانت تصنف إلى وقت ليس ببعيد ضمن المحرمات التي ترقى إلى مستوى الخيانة الوطنية.الأمر هنا يتعلق بتلك الدعوات للتدخل الأجنبي في العديد من البلدان العربية خاصة تلك التي ظلت تشكل محور ما يسمى بالصمود والتحدي. دول الممانعة، المقاومة، في ليبيا،البرلمان المشبوه في شرعيته يدعو لتدخل أممي أو بالأحرى أجنبي لحل مشاكل أمنية جراء التناحر بين الميليشيات المسلحة….وفي سوريا، المعارضة التي تطعن في شرعية نظام الأسد أعلنت منذ البداية عن رغبتها في التدخل الأجنبي لترجيح كفة الصراع…. وفي العراق تجمع أطراف العملية السياسية على ضرورة التدخل الأجنبي لحل الوضع القائم الذي سيطرت فيه داعش على أجزاء واسعة من العراق…هذه الدعوات وان كانت تجد جزء من مبرراتها في الوضع المتردي والانهيار الأمني والمؤسساتي الذي تعيشه العديد من الأقطار العربية إلا أنها تكشف عن استباحة الشعوب العربية لمبدأ السيادة والكشف عن رغبة دفينة في انسياقها للقابلية للاستعمار كما وصفها المفكر الجزائري مالك بن نبي…القابلية للاستعمار تعبير عن رفض للتحرر والانعتاق، تعبير في جوهره وإقرار بالفشل في الانسياق وراء موجة التحضر.. انه تعبير عن عقدة الدونية والانهزامية والفشل في رسم معالم دولة أو على الأقل الحفاظ على مكاسب شكلت محور هذه الدول…إذن: القابلية للاستعمار تتفشى تحت ضربات داعش والميليشيات والرغبة في إسقاط أنظمة…تتفشى في ظل وجود ورم سرطاني اسمه شرعية السلطة وإدارة الحكم…تتفشى ولا احد يتحرك لإيقافها… وهذا ما جعلنا نخشى ان نستيقظ يوما لنجد أوطاننا تدوسها أقدام العساكر الأجانب.. لنقل بعدها ضيعنا أوطانا لم نحافظ عليها كالرجال.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)