يؤكّد بوبر على أنّ الفهم الحقيقي لثوريّة العلم المعاصر في تقدّمه، يقتضي استبعاد كلّ ما يتعلّق بتصورات الاستقرائيّين فيما يخص نُموّ المعرفة العلميّة، لأنّ كل المعايير ذات الأساس الاستقرائي – بعكس معيار القابليّة للتكذيب- ذات طبيعة تبريريّة ولا تقدّم معياراً تمييزياً ملائماً للعلم. كما يستوجب – ذلك الفهم- على النظريّات العلميّة أولاً، أن تكون ذات محتوى معرفي كبير، بفضل محظوراتها، أي ما تستبعد وقوعه من الحوادث انطلاقاً من تنبؤاتها، ومن جهة ثانية، أن تكون درجة احتمال صدقها منخفضة، بما يرفع من درجة قابليّتها للتكذيب، وهكذا يمكنها أن تُفسح المجال لنظريّة أفضل منها، في اللّحظة التي يَتِمُّ تكذيبها فيها؛ وإلاّ سيطرت نظريّة ما، على المؤسسات العلميّة بحجّة صدقها المطلق، وبذلك يتّسم العلم بالرتابة والسكون، وذلك مناقض تماماً للروح الديناميّة للعلم المعاصر ولصيرورته ونُموّه المستمر
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/03/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن نحي زكرياء
المصدر : متون Volume 9, Numéro 3, Pages 11-23