الجزائر

القائمون على السياحة الداخلية يصرون على ضرب القطاع بكل الطرق



القائمون على السياحة الداخلية يصرون على ضرب القطاع بكل الطرق
* 50 محطة من أصل 181 منبع للمياه المعدنية يتم استغلالها في الجزائرلايزال قطاع السياحة يعاني الكثير من العراقيل التي تحول دون مساهمته في دعم الاقتصاد الوطني، ففي عز الأزمة المالية التي أثنت الكثيرين عن السفر لقضاء عطلة نهاية السنة في الخارج، لم يستطع القائمون على القطاع الاستثمار لجذب السياح المحليين ولا الأجانب، وكيف لهياكل سياحية أكل الدهر عليها وشرب عارضة أسعار جنونية أن تستقطب زوارا في مستوى تطلعات الزبون الجزائري؟!. في الوقت الذي اعتاد بعض الشبان والعائلات تقديس عطلة نهاية السنة التي يختارون تمضيتها في بعض البلدان الأجنبية، حسب مستوى الدخل الفردي لكل منهم، يؤكد المتحدث باسم الوكالات السياحية إلياس سنوسي، أن الوضع هذه السنة مغاير تماما لما جرت عليه العادة، فحتى هذه الشريحة اصطدمت بالواقع وتأثرت بغلاء المعيشة، حتى باتت العطلة الصيفية تغنيهم عن إنفاق المزيد من المال، لاسيما أن تكلفة رحلة استجمام لمدة تقل عن أسبوع تكلف بين 10 و20 مليون سنتيم، وهو ما يرجح الكفة للسياحة الداخلية، التي على ما يبدو يصر القائمون عليها على تخلفها المستمر من خلال تجاهلهم لأهم المقاييس المعمول بها عالميا في توجيه هذا القطاع، الذي لايزال بعيدا كل البعد عن المساهمة في دفع عجلة التنمية.حمامات معدنية لا علاقة لها بالمقاييس العالميةوبالرغم من توفر الجزائر على 181 منبع للمياه المعدنية، قابلة للاستغلال والتحويل إلى حمامات معدنية تستقبل العديد من الزوار، إلا أن الواقع عكس ذلك، حيث أن 50 محطة حموية منها فقط تفتح أبوابها للعائلات على شكل حمامات، وهو ما أكده نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية، الذي أشار إلى أنه لا وجود لسياحة حموية في الجزائر. فبالرغم من وجود المنتوج السياحي وتوفر العروض، إلا أن الحمامات المعدنية لاتزال تعاني من الهجرة والوحشة، وهو ما أرجعه محدثنا إلى عدم مطابقتها للمقاييس والشروط المعمول بها عالميا، وكذا غياب المرافق الضرورية، مشيرا إلى أن هذه الحمامات التي تعود إلى سنوات الستينيات لاتزال في نفس الهيئة والظروف التي بنيت عليها، ما يجعلها لا تقارن بالمقاييس العالمية التي تحترمها الحمامات في الدول الأخرى، على غرار تونس مثلا التي تحرص على توفير كل العناية للمتوافدين على الحمامات من خلال توفير شروط باتت بمرور الوقت أساسية، على غرار الصونا، وقاعات التدليك، والعلاج بالمياه الساخنة.. وغيرها من التفاصيل التي تجعل الحمام وجهة سياحية بامتياز. وأضاف سنوسي أن الحمامات في الجزائر غير قادرة على شد انتباه الشبان، بعد أن باتت وجهة الشيوخ والعجزة الذين يستفيدون من خدماتها في إطار منح التقاعد التي تقدمها الشركات الوطنية، والتي تتيح لهم التوجه إلى هذه الحمامات مرتين في السنة للعلاج بالمياه المعدنية... والسياحة الصحراوية لمن استطاع إليها سبيلاللأسف لم تحظ السياحة الداخلية في الجزائر بالاهتمام الكافي الذي يبوئها المكانة التي تليق بها، بالرغم من توفر كل الإمكانيات الضرورية لإنجاح أي نوع من أنواع السياحة، على غرار الصحراوية منها التي تصنف في خانة الغالية والمكلفة جدا، حيث تصل تذكرة السفر من العاصمة إلى تمنراست مثلا إلى 28 ألف دج، وهو نفس سعر التذكرة للتوجه إلى فرنسا، ناهيك عن الفنادق الصحراوية التي تعتبر جد غالية، وهو ما يثني السياح الجزائريين والأجانب عن اختيار هذه الوجهة، رغم رواج هذه السياحة على مستوى عالمي. وفي الوقت الذي تعج الفنادق في الدول المجاورة بحجوزات الإقامة خلال هذه الفترة من السنة، تعاني فنادقنا من هجرة كئيبة للسياح الذين اختاروا وجهات أخرى، بسبب المنشآت القديمة والمهترئة، وغلاء الأسعار وارتفاع التكاليف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)