الجزائر

الفيلم المسيئ للرسول تدبير صهيوني... واندفاع إسلامي!



الفيلم المسيئ للرسول                                    تدبير صهيوني... واندفاع إسلامي!
لم تجد وسائل المخابرات الصهيونية المتمثلة في الموساد والمخابرات الغربية، من تبرير تواجدهما في عالمنا العربي والاسلامي، إلا إثارة الفتن ومس مشاعر وعواطف المسلمين بالإساءة الى الإسلام والقرآن الكريم وأمهات المؤمنين، مما ينجر عن ذلك ردود أفعال عفوية غير مدروسة يستغلها المتحرشون بالإسلام والمسلمين للتدخل في غزو الأوطان واحتلال الديار تحت مبرر حماية رعاياهم، وهكذا تبدأ بدايات الغزو ويتكرر سيناريو العراق وأفغانستان.
الرسول صلى الله عيه وسلم يلقى الإساءة من المسلمين قبل الإساءة من الملل الأخرى، لأنها معروفة بالإساءة الى الإسلام منذ أن كان حيا عليه الصلاة والسلام، وقد خاض حتى الصحابة رضوان الله عليهم وحديث الأفك ولم تخرج مظاهرات حينها في المدينة المنورة منددة بما اتهمت به أمنا عائشة رضي الله عنها، ولكن جاءت تبرئتها من السماء «براءة من الله»، ولم يجد سيدنا حسان بن ثابت وغيره ممن خاضوا في هذا الحديث إلا أن يعتذر وينظم قصيدة رائعة يمدح فيها عائشة رضي الله عنها حيث يقول:
«حصان رزان ما تزن بريبة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
حليلة خير الناس دينا ومنصبا
نبي الهدى والمكرمات الفواضل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم
فلا رفعت إلىّ سوطي أناملي
رأيتك وليغفر لك الله حرة
من المحصنات غير ذات غوائل»
ولهذا فنحن ينبغي أن نتفطن لمكائد الأعداء ولا نتيح لها الفرصة في رد الفعل العنيف غير المدروس وغير المسؤول، ونمكنهم من المبررات التي يبحثون منها لغزو أراضينا والتحكم فينا بدعوى الإرهاب ومكافحته وحماية سفاراتهم وقناصلهم.
إن هذه الألعاب الاستخباراتية تتكرر منذ مئات السنين، وأن ردود الفعل الحمقاء لا تحمي الرسول ولا تدافع عنه، بل تزيده إيذاء، أوليس أكثر إذاء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حالة الأمة الإسلامية وتناحرها بعد أن تسرب لها الأعداء وهدموا بنيانها وهلهلوا صفوفها فأثاروا فيها الفتن المذهبية وتركوها تتصارع فيما بينها وتسفك الدماء الإسلامية باسم الإسلام والمسلمين، أليس هذا من عمل الاستخبارات الأجنبية من أجل تحقيق مآربهم ووضع نفوذهم على أوطاننا وخيراتنا وأسواقنا وجعلنا تبعا لهم يدفعوننا للأخطاء فنخطئ لأننا نندفع بعواطفنا بينما الحرب هي الخدعة والمكيدة والدهاء كما أقرها الرسول صلى الله عليه وسلم.
الفيلم الصهيوني المسيئ للرسول لا يختلف عن الرسومات ورواية سلمان رشدي وغيره، لكن هل هذه الأعمال تسئ حقا إلى الرسول وتسيئ إلى الإسلام، أم أنها لو مرت من غير ضجة إعلامية وتسريب استخباراتي صهيوني تمر كأنها لم تحدث، بل قد تثير اهتمام البعض بدراسة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم والوقوف على حقيقته الإنسانية العظيمة وبأنه رحمة للعالمين وعلى الخلق العظيم كما مدحه رب العالمين، فتفتح بذلك باب الدخول أفواجا للإسلام لأنه نصر من الله سبحانه وتعالى، وهذا ما حدث في كثير من المرات والأحداث الذي عرفها هذا الصراع.
المسلم الحقيقي ليس ذلك العدو اني المتهور المنفعل الذي يستعمل ما كرمه الله به من عقل ليهتدى الى كيد المكيدين له.
إن قتل السفير الأمريكي في بنغازي أمر مدبر ومطبوخ، خصوصا وأن الشقيقة ليبيا تعيش في مرحلة صعبة بعد أن أصبحت حدودها مفتوحة والأسلحة بها منتشرة وبأيدي غير نظامية، ولم يستقر الأمر فيها ويستتب الأمن، وهذا ما يجعل المخابرات الأجنبية بالأخص الصهيونية تعمل عملها من أجل أن تجد لها موضع قدم ومبررا للغزو واحتلال المنطقة، خصوصا ونحن نعاني من مشكلة دول الساحل وما يقع في مالي وعلى حدودنا والأسلحة التي تتسرب وتهرب، والقوات الأجنبية الغربية التي تحاول بطريقة أو أخرى أن تضع لها قواعد في أراضينا تحت مبرر مكافحة الإرهاب و«القاعدة»، رغم أن القاعدة صناعة غربية وقد تم اختراقها والتحكم فيها، وليس هذه الفتن التي تحدث في عالمنا العربي إلا من صنع المخابرات الغربية وبالأخص الصهيونية حتى تشغلنا عن القضية المركزية، ألا وهي القضية الفلسطينية وتهويد المقدسات والاستحواذ على الأراضي، لأن الصهاينة لا يمكنهم أن يستمروا في الحياة إلا من خلال بث الفتن وإشعال الحرب.
إن المظاهرات المليونية لا تغني المسلمين شيئا ولا يمكنها أن تكون سلاحا ندافع به عن رسولنا ونبينا، وإنما الدفاع الحقيقي عن الرسول هو أن نتخلق بأخلاقه وأعماله وأن لا نعامل الناس إلا بمحاسن الإسلام وأخلاقه، لأن الإسلام بلغ ما وراء البحار ليس بالسيف وإنما بالسلوك والأخلاق.
الصهاينة درسوا مجتمعاتنا، بل عقولنا وردود أفعالنا ولهذا هم يتحكمون في تسيير أمورنا.
إن هذه الملايين التي تتظاهرا لو أعطى كل نفر منها دولارا لطبع كتاب يتكلم عن سيرة الرسول باللغة الانكليزية أو الفرنسية أو أي لغة لكنا فعلا دافعنا عن الرسول، لو أن هذه الأفواج الهائجة المائجة من البشر تبرع كل واحد منها بدولار من أجل نشر القيم الإسلامية ومن أجل اطفاء الفتن ومساعدة الفلسطينيين وفتح المراكز والمكتبات في الغرب بدل البازارات والنوادي الرياضية والمراكز التجارية وفتح قنوات باللغات الحية ومحاولة السيطرة على الإعلام، لقلنا أننا دافعنا عن الرسول والإسلام، أما أن تقتحم أفواج هائجة مائجة السفارات وتحرق الأعلام فإنها تسيئ للرسول الكريم حينما تنقل هذه الصور ويصور المسلمون بهذه الوحشية.
متى يدرك المسلمون أنهم هم الذين يصنعون هؤلاء الناكرات من المخرجين والأفلام، ويجعلون لهم أسماء شهرة مجانية على حساب رسولهم ودينهم، إننا نحن من يسيئ الى الرسول والإسلام بتفرقنا وتناحرنا فيما بيننا، وما إساءتهم إليه إلا من ضعفنا نحن فمتى نستيقظ من نومنا وغفلتنا ومن رد فعلنا واندفاعنا بالعقل والتروي والحكمة وكأن الذي بيننا وبينه عداوة ولي حميم؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)