لم ينجر الشارع الجزائري وراء غوغاء الشوارع العربية، التي باسم نصرة الرسول صلى اللّه عليه وسلم ألحقت أكبر أذى بالإسلام والمسلمين، ليس لأن الجزائريين لا يغيرون على دينهم، لكن الذي عاشته الجزائر على يد المتشددين سنوات الإرهاب، كشفت للجزائري الوجه الحقيقي للتيار السلفي، ونزعته للعنف والدم. ولا أدري إن كانت بلدان الربيع العربي التي أطلقت شوارعها العنان للمتشددين ستكتشف يوما الوجه الحقيقي لهؤلاء، ومدى بعدهم عن روح دين التسامح والمحبة، الدين الإسلامي. بل لا أدري إن كانت أمريكا ستغير نظرتها بعد هذه الفعلة الشنيعة التي استهدفت دبلوماسييها وسفاراتها، وقتلت سفيرها بليبيا إلى حقيقة هذا التيار، الذي تحاول التحايل عليه واستعماله لضرب، ليس فقط الأنظمة الفاسدة في البلدان العربية، بعدما غسلت الإدارة الأمريكية يدها منها، واستعملتها كيفما شاءت لإحكام قبضتها على المنطقة العربية، وتغير موقفها من هذه الأشباح التي وباسم الدين ترتكب أبشع المجازر.
هل تفهم أمريكا هذا التعبير عن الشكر والعرفان من دول "قامت" بمساعدتها؟ وأنها لن تكون لا صديقة ولا حليفة لهؤلاء.
لا، ليس الربيع العربي، بل خريف القاعدة الذي يحاول من خلاله خليفة بن لادن، أيمن الظواهري، أن يضع توقيعه عليه بإعادة الانتشار الواسع لفلول القاعدة في كل مناطق النزاع، بعد أن خسرت أفغانستان وخرجت هائمة تبحث لها عن موطئ قدم.
وقد استجابت فلول القاعدة ببن غازي وبمصر، وبكل البلدان العربية إلى خطاب أيمن الظواهري، الذي دعاها عشية ذكرى 11 سبتمبر إلى الانتقام لبن لادن وأبو يحيى الليبي الذي قتل مؤخرا في أفغانستان. وما الفيلم التافه الذي يفتقر لأدنى الشروط الفنية والسينمائية إلا الشرارة والذريعة التي اتخذها نشطاء القاعدة للتغطية على نواياهم الحقيقية، فكانت النتيجة إساءة للإسلام وللرسول الكريم، الذي جاء برسالة سلام ومحبة، وكانت حملة دعائية مجانية لهذا الفيلم ولمخرجه الذي يبدو من مشاهد الفيلم أنه شخص غير سوي وحاقد، لكنه نجح مثلما نجح قبله صاحب "آيات شيطانية" سلمان رشدي، وبعده صاحب الرسومات المسيئة للرسول، في استفزاز مشاعر المسلمين، فتصرفوا مثلما تتصرف قطعان الماشية، وأثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أنهم إرهابيون، وأنهم أعداء الحرية، وأعداء المنطق والعقل.
كم هي قبيحة صورهم وهم يركضون كالمجانين في شوارع العواصم العربية، وكم هي مخيفة نظراتهم؟!
الفيلم المسيء للرسول الكريم، هو هذا الذي تنقله لنا على الهواء مباشرة مختلف الفضائيات، في مشهد مقزز ومخيف؟!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حدة حزام
المصدر : www.al-fadjr.com