تجارب قاسية سببها الفضاء الأزرق
الفيس بوك... مصيدة للسمعة وفضاء للمشاحنات
تحول الفايسبوك الى مجال لفضح الأسرار ونشر الصور بغير إذن أصحابها من اجل الانتقام وانتشار الضغينة بين البعض كما أنه تحول الى ميدان للمشاحنات والصراعات والقذف والسب دون أن يدري البعض أنها جرائم يعاقب عليها القانون خاصة مع تطور أساليب محاربة الجريمة الالكترونية إلا أن تلك الظواهر تستمر رغم التوعية والإرشاد حتى تحول الفضاء الأزرق الى مصيدة للسمعة وهتك شرف العائلات المحترمة وتحطيم أفرادها لدواعي مغرضة.
نسيمة خباجة
سؤال يفرض نفسه بعدما استغل أصحاب النفوس الدنيئة تلك الشبكات في الإساءة لسمعة الصغار والكبار والأخطر أن بعض هؤلاء في مرحلة عمرية واحدة مما يزيد المشكلة تعقيداً خاصة إذا كان زميلا في المدرسة أو العمل لذلك فإن المصالح الأمنية تقف بالمرصاد لمكافحة تلك الجرائم التي تبقى جرائم دخيلة على مجتمعنا تولدت بسبب الاستعمال الكبير للفضاء الأزرق.
والبداية ستكون مع المخاطر التي يتعرض لها الأطفال فى أثناء تعاملهم مع شبكات التواصل الاجتماعي وهو ما كشفت عنه الأبحاث وأهمها تعرض الأطفال ممن تتسم تصرفاتهم بالعدوانية على الإنترنت للوقوع ضحية لغيرهم بنسبة تجاوزت ضعفي النسب العادية ونذكر على سبيل المثال مضايقة الزملاء أو التعدي عليهم بصورة تسيء إلى السمعة فضلاً عن تفاقم مشكلات الحياة الواقعية التي يعيشها الطفل فما ينشر في لحظة غضب أو اندفاع من الصعب التراجع عنه التعرض لمحتوى غير لائق عن طريق التواصل مع أشخاص بالغين أو تشويه السمعة. وتبديد التطلعات المستقبلية بسبب سلوك الأطفال أو زملائهم مثل المشاركات الجارحة أو المعبرة عن الغضب أو الصور أو مقاطع الفيديو التي تعرضهم للخطر.
ضرورة الرقابة من طرف الأسرة
وهناك عدة وسائل تساعد أولياء الأمور على حماية أطفالهم من هذه المخاطر أهمها مصادقة الصغار للتمكن من مراقبة استخدامهم لتلك الشبكات عن طريق التواصل معهم عبرها .. ما يتيح لهم التعرف على أسلوب استخدام صغارهم لها وفى حالة تعرض الطفل لأمر سلبي يجب عدم إبداء الغضب بشكل مبالغ والحرص على تسجيل العمر الحقيقي للطفل حيث تقوم إدارة المواقع بتوفير بعض وسائل الحماية الخاصة التي لا تتوافر إلا للقصّر وضبط إعدادات الخصوصية على الأصدقاء فقط حتى لا يتسنى لآخرين التواصل معه .. وفي حالة تعرض الصغير لأي نوع من الإساءة يمكن إبلاغ إدارة الموقع الاجتماعي عن المسيء حيث تتحقق من المحتوى وقد تمنع دخوله نهائياً في حالة تكرار المخالفة.
وجدير بالذكر أنه بإمكان ولي الأمر التأكد من عدم وجود ما يسيء للطفل عبر مواقع النت عن طريق كتابة اسمه وعنوانه ورقم هاتفه في محرك بحث الويب مثل غوغل.
الفايس بوك فضاء للمشاحنات
هناك العديد من التجارب القاسية التي مرت على الصغار والكبار من طرف اشخاص استغلاليين حولوا الفايس بوك الى فضاء للتعدي وجرح كرامة الغير وخدش خصوصياتهم وهي التجرية التي مرت على الطفل ع لم يتجاوز العاشرة من العمر كاد أن يفقد حياته بسبب الفيس بوك وهو ما أكدته والدته قائلة:لم أتصور أن تؤدي مشاحنات الصغار إلى تدمير أحدهم لسمعة الآخر عبر الانترنت وهو ما حدث فعلا.. فقد دأب أحد زملاء ابني على مضايقته فكنت اعتبر ذلك لعب صبيان حتى جاءنى صغيرى يبكى بعد قيام زميله بوضع صورة على الفيس بوك متهماً إياه بالشذوذ الجنسي وما إن انتشر الخبر بين زملائه في المدرسة حتى أصيب ابني بالاكتئاب وأخذ يردد رغبته في الانتحار وهنا أسرعت لإدارة المدرسة والتي فشلت في علاج الأمر نتيجة معاناة الطفل المسيء من تفكك أسري وتجاهل والديه له فلم أجد حلاً إلا بنقله لمدرسة أخرى ليقطع صلته بكل زملائه القدامى.
فتاة أخرى في الرابعة عشرة من العمر تعرضت هي الأخرى لتشويه سمعتها عبر الانترنت وعن ذلك تحدثنا والدتها: اعتادت ابنتي على تحميل صورها الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعى .. ونظراً لتعارفها على الكثيرين عبرها فقد استغل أحدهم صورة لها فى إحدى الحفلات بكتابة تعليقات تسىء لسمعتها ما عرضها لمشاكل عديدة لذا اضطررنا لإبلاغ شرطة مكافحة جرائم الإنترنت والتنكولوجيا الحديثة لإيقاف تلك المهزلة فاتضح أن الجاني رجل في نهاية العقد الثالث اعتاد على إخفاء عمره الحقيقي للتعرف على القاصرات والإساءة إليهن.
نظرة المجتمع
ويرى المختصون في علم الاجتماع أن المجتمعات في عمومها عادة ما تجنح إلى الشائعات وتأخذ بالشكل أكثر من المضمون ومن هذا المنطلق يُظلم الكثيرون بسبب شائعة سخيفة تنعكس على نظرة المجتمع لهم وتزداد حدة المشاكل إذا كان المتعرض للإساءة صغيراً لذا يجب النظر لتلك المسألة بعين الاعتبار فالأسرة لها دور مهم فى توجيه الطفل للاستخدام الآمن لشبكات التواصل الاجتماعى فضلاً عن أهمية بث القيم الإيجابية كذلك تلعب المؤسسة التعليمية دوراً رئيسياً فى توجيه الصغير لتجنب حدوث تلك المشاكل بين زملاء المدرسة وكذلك الحال بالنسبة للاشخاص البالغين كونهم فريسة أخرى عبر الفايسبوك مهما بلغت فطنتهم فإن المجرمين أذكى منهم.
كما أن التقدم التكنولوجي في كافة أرجاء العالم له آثار جانبية ومنها ما يتعرض له بعض الصغار من إساءة عن طريق أدواته لذلك علينا التعامل مع هذه المشكلة بنوع من الليونة بمعنى توفير الحماية اللازمة للصغير لكن إذا ما وقع ضحية لأحد المسيئين فعلينا تقبل الأمر ونوضح له أن الدنيا فيها أشخاص أشرار بجانب أغلبية طيبة ومن ثم علينا اعتبار تلك التجربة تطعيماً مجانياً ضد شرور البشر حيث يساعد ذلك فى بث ثقة الطفل بنفسه ما يسهم فى حل المشكلة والتى يختلف علاجها وفقاً لشخصية المسىء ويفسر المختصون قيام أحد الصغار بالإساءة لزملائه عن طريق الانترنت يكشف عن معاناته من مرض نفسي ناجم عن عنف تعرض له أو إهمال من والديه أدى لانتقامه من الآخرين لهذا يكون بحاجة لعلاج نفسي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com