الجزائر

الفوز بأي جائزة تثمين لجهد الكاتب،”ومحمد ديب” قيمة إنسانية وإبداعية



نحتاج جوائز مختلفة في التوجه والأهداف والفئات المقصودةسألته:ح.ح
اعتبر الروائي إسماعيل يبرير الفوز بأي جائزة تثمين لجهد الكاتب، لكن أن تحمل اسما كبيرا كمحمد ديب فهي قيمة ودافع مختلف حسبه، لأن هذا الأخير ليس فقط كاتبا كبيرا ولكنه قيمة إنسانية وإبداعية متكاملة تتجاوز المكان.
* تم تتويجك بجائزة محمد ديب للرواية كيف تلقيت الخبر وماذا تمثل لك؟
لم أتلق الخبر، توّجت في حفل توزيع الجوائز الذي أعلن خلاله عن الفائز من بين القائمة القصيرة، طبعا الفوز بأيّ جائزة هو تثمين لجهد الكاتب، وهو دافع للفرح والسرور، لكن أن تحمل الجائزة اسما كبيرا كمحمد ديب فهي قيمة ودافع مختلف، محمد ديب ليس فقط كاتبا كبيرا ولكنه قيمة إنسانية وإبداعية متكاملة تتجاوز المكان، لأجل هذا فأنا فرح من أجلي قليلا ومن أجل روايتي “مولى الحيرة” أكثر.
* حدثنا عن العمل الفائز؟
الرواية الفائزة هي “مولى الحيرة،” ولعلّك قرأتها صدرت منذ حوالي سنتين عن منشورات حبر بالجزائر ومسكيلياني في طبعة عربية، رواية متعددة متشابكة، تكاد تكون أكثر من رواية تنسلّ من واحدة، الحكاية الرئيسية فيها هي حكاية بشير الديلي الشاعر الذي طال انتظاره لقصيدته، وأثناء ذلك تروى أحداث الجزائر عبر ستة عقود هي عمر الديلي، رواية المحن والأفراح، التصوف والسياسة، الحب والنجاح والفشل، وهي أيضا احتفاء بالمكان من خلال الحيّ الذي يتسيّد النص ويقول أيضا هواجسه… ليس بوسعي الكلام عنها دون أن أتوغّل في أطرافها لهذا أترك الكلام للمختصين والقراء.
* ماهي أهمية هذه الجوائز خاصة بالنسبة للمبدعين الشباب ؟
الجائزة ليست موجهة للشباب، وقد شارك فيها كتاب من أعمار مختلفة، أنا على عتبة الأربعين، والذين توجوا بها سابقا من أعمار مختلفة، ثمّ أنا أعتقد أن النص هو الفاصل وليس عمر كاتبه، بعض الشيوخ أكثر شبابا في نصوصهم من بعض المراهقين، أمّا ضرورة إنشاء ووجود جوائز تحفيزية للكتاب الناشئين فهذا في اعتقادي تكفله أكثر من جهة المبادرات الشخصية والبلديات والمكتبات والجمعيات وكلّها مطالبة بأن تساهم في تفعيل المشهد وتحفيز الكتاب الشباب.
* الجائزة أعادت رواية “مولى الحيرة” للواجهة وكأنها صدرت حديثا، هل أصبح الكاتب أو الكتاب الشباب رهينة الجوائز في غياب فضاء يعرف بإصداراتهم؟
– ربّما من المبكر أن نحكم عمّا قدّمته الجائزة للرّواية، لكنّها خطوة جيّدة لتقديمها للقارئ مجدّدا، “مولى الحيرة” نصّ طويل أخطأ فيه الكاتب إذ سعى ليقول فيه الكثير من الأشياء، نصّ متعب ومعقّد، لكنّه على المستوى القرائي مفصّل من أجل قارئ متعدّد ويحترم القارئ، ذلك هو مسعاي الدّائم أن أضع القارئ في مرتبة الاحترام والتقدير.
بخصوص فضاءات تقديم الكتب أعتقد أنّ الناشرين والصّحافة والنقاد كلهم معنيون، وعلينا أن نذكّر بأن بعض الناشرين وسطاء طباعة فقط، وبعض الصّحافيين مبلّغو بيانات فقط، وبعض النقّاد طلاب مراتب لا غير، بالإضافة إلى أنّ الكتابة في الجزائر تدخل أحيانا في الرعاية الاجتماعية، فتجد الكاتب الجيّد مرتّبا خلف كاتب طارئ أو رديء ! المسألة تفوق وجود جوائز من عدمه.
* كيف ترى الجوائز الأدبية في الجزائر ..هل هي كافية؟
ليس هناك تشبّع في عالم الكتابة والنشر والجوائز، يوجد مستويات وخيارات، فإذا كانت الجوائز كلّها ممنوحة بقواعد وأساليب متشابهة يصير لدينا فائزون متشابهون، نحتاج جوائز مختلفة في التوجه والأهداف والفئات المقصودة، وحتى في الجنس الأدبي، ولا داع لتكثيف وفتح الجوائز على كلّ الأجناس لتكون ضمن ما سميته “الرعاية الاجتماعية للأعمال الأدبية” وليس للكتاب.
أمّا مستوى الجوائز فهو مختلف، بعضها مهمّ وبعض يسعى ليكون الأهم، وبعضها تحكمه العقلية الفاسدة أو الرديئة، وهناك ما يكتفي بالنوايا.
* نحن مقبلون على معرض الكتاب الدولي للجزائر ما هو جديدك؟
ليس لديّ جديد خلال الصّالون، بعده بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع أقدّم جديدي وسنتحدّث عنه في وقته.
* هل أنت مقاطع لصالون الكتاب؟
إطلاقا، لا يمكننا أن نكون حاضرين دائمين في صالون الكتاب، الكتاب هم قراء أيضا، إذا لم أكن معنيّا بالصالون أو مدعوا فأنا قارئ يهمّني زيارة الصّالون، وأنا صديق للكثير من الكتاب الجزائريين وغير الجزائريين ويهمّني اقتناء كتبهم والتقائهم، علينا أن نتخلّى عن الاعتداد المفرط بالذات وطلب الحضور الدّائم كنجوم عروض الأزياء أو الممثلين.
* الكثير من المبدعين الشباب يشتكون من تهميشهم في بعض التظاهرات ماذا عنك؟
لا أعتبرني معنيّا، أنا أكتب منذ ثلاثين سنة، بدأت النشر قبل أزيد من عشرين سنة، وخلال ذلك كان سلاحنا الصّبر والتعلّم، هناك من كتب قبل سنة ويريد الحضور في كلّ المناسبات، يمكنني أن أتأجّل من أجل أصوات أخرى، أفضّل أن أكون مستمعا على أن أكون المتحدّث الدّائم، ولمعلوماتك أنا لم أتلق في حياتي دعوات من الجزائر تفوق اليد الواحدة، ما تلقيته من خارج الوطن أكثر بكثير، رغم ذلك لا أجد أنّي مهمّش بل أنّ فهم المشهد وتقديرات الناشطين لا تضعني في الصّورة، أتقبّل الوضع وأسعى لتقديم الأفضل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)