الفهم بلي الذراع

مختلف الهيئات الاقتصادية وحتى السياسية لم تعد تفهم سوى بلي الذراع، فإضراب الأستاذة وتصلبهم في المواقف والمطالب الذي وصل إلى حد " خشانة الراس" دفع وزارة بن غبريط للاستجابة لكافة المطالب دون تأخير، وبعض الساعات من اضراب مضيفي ومضيفات الطيران جعل وزارة عمار غول تصدر قرارا بترسيمهم الفوري، ورفع راتبهم، ومثل هذه الظواهر وغيرها تفتح عيون الناس على التمرد والتصلب في المطالب ولا يهم ان كانت مطالب مشروعة او غير ذلك، ما دام أنها الحل الأسهل والاقصر لنيل المطالب، ورغم ذلك ما تزال فئات كثيرة صابرة محتسبة رغم ان الكثير من افرادها قضوا في مناصبهم قرابة 20 سنة وهم يشتغلون بعقود مؤقتة، فماذا لو خرج هؤلاء الآلاف أيضا وفرضوا طريقة لي الذراع، الأكيد أن مطالبهم ستتحقق في ظرف أيام، ما دام أنها ستجد معارضة صارت تتحرك بتحركات اتجاه ريح الشارع، وتجد حاضنة أخرى ممثلة في مختلف النقايات، والسؤال المطروح هنا، لماذا يتم ترك المشاكل تتراكم سنوات وسنوات ثم يخرج الناس للمطالبة بحقوقهم ولي ذراع الوزرات والوزراء كي يتم تحقيق المطالب بطريقة غير مدروسة؟ لماذا لا تبادر مختلف المصالح لمعالجة مختلف الملفات والنظر في مشاكل عمال وموظفي البلاد حتى يتهم حلها بصفة نهائية بدلا من حكاية العصيان والخروج للشارع وغلق الطرقات التي مهما طالت سيأتي عليها يوم وتتحول إلى ما لا يحمد عقباه حين لا تجد خزينة الدولة بعض الدنانير الإضافية لضخها في جيوب الناس وكسب صمتهم.