الفنانون الجزائريون يبقون بعيدا عن الواجهة والمخرجون يستأثرون بالأضواء

"حاضرون غائبون" في المهرجانات الدولية لأنهم "لا يسوقون للتظاهرات"رشيد بوشارب منح بعض فناني بلده تأشيرة دخول المهرجانات الدولية
في كل مرة تنظم المهرجانات السينمائية الدولية، نلاحظ نفس الأسماء والوجوه الفنية العربية والأجنبية البارزة سواء بالاسم أو الشكل، حيث يحرص منظمو تلك التظاهرات الفنية السينمائية على حضورهم ومشاركتهم من خلال أفلام تدخل المنافسة الرسمية أو خارجها، أو حتى ضيوف شرف من دول الخليج وسوريا ومصر خاصة، وذلك باعتبارهم نجوما وواجهة إعلانية ومادة إعلامية تسوق للمهرجان، بل يساهمون في صناعة الحدث بنسبة كبيرة جدا مما يضمن له الاستمرارية والانتشار. ويبقى الفنان الجزائري واقفا بمعزل عن هذا التصنيف للفنانين النجوم ومشاركته في تلك المهرجانات السينمائية الدولية تبقى "هزيلة جدا" وأحيانا أخرى منعدمة سواء في المهرجانات العربية أو الأجنبية. وحتى إن كانت الجزائر مشاركة في تلك التظاهرات من خلال عمل ما، فإن مخرج ذلك العمل السينمائي هو الواجهة والممثل الوحيد لبلده، وفي غالب الأحيان يكون مخرجا مغتربا وكل نشاطه الفني يتم خارج الجزائر، وهو ما يضمن له توسيع دائرة معارفه وصداقاته الفنية وضمان تأشيرة دخول المهرجانات والسير على بساطها الأحمر، ودائما يبقى السؤال مطروحا "أين هو الفنان الجزائري من كل هذا؟"، وبعبارة أخرى "إن كانت الجزائر تملك فنانين وصناعة سينمائية كان لها الحظ الأوفر وفازت بالسعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي الدولي ولا تزال تتربع على عرش الدول العربية باعتبارها البلد العربي الأوحد المتوج، فأين هم فنانوها وصناع السينما فيها ولماذا لا نرى نجوما تحرص مختلف المهرجانات السينمائية الدولية على مشاركتهم كما تفعل مع باقي الدول التي يمثلها نجوم يحرض جمهور تلك المهرجانات على التقاط الصور معهم والتهافت عليهم وإجراء حوارات معهم بسبب شهرتهم ونجوميتهم. غير أن ما يحدث بالنسبة للفنان الجزائري هو تحصيل حاصل قد يكون سببه قلة الإنتاج السينمائي وانعدام الإنتاج العربي أو الأجنبي المشترك الذي من شأنه إيصال الممثل الجزائري إلى النجومية. ورغم أن اسم الجزائر غالبا ما يكون حاضرا في مختلف التظاهرات السينمائية، إلا أن غياب الفنانين يبقى حلقة ناقصة من المشاركة الجزائرية وإن كانت شافية بوذراع وصلت إلى أن تكون الفنانة الجزائرية الوحيدة التي برزت بفضل مشاركتها في بطولة أفلام المخرج المغترب رشيد بوشارب سواء "الخارج عن القانون" أو "فقط كامرأة"، وهي الأفلام التي شاركت في العديد من المنافسات السينمائية وفازت بجوائز وكان مخرجها حريصا على ظهوره رفقة أبطالها.