أطلّ بلبل البليدة وصاحب الصوت الرخيم الفنان فريد خوجة على جمهوره و عشاق الحوزي والاندلسي، بألبوم جديد أطلق عليه عنوانا رمزيا مستوحى من تاريخ المنطقة «شجرة النارنج «، أراد من خلاله ان يدغدغ فكرا تجمد وتوقف عن الإبداع و تسمر في الزمن من دون حراك، ليعطيه جرعة من الهمة، يستفيق فيها المهتمون بالثقافة في أبعادها الكبرى ومحاورها الجوهرية، للعودة الى العمل والابداع و ممارسة الفعل الثقافي بنفسية فيها روح المغامرة لا المقامرة.الألبوم الجديد حمل 16 أغنية، هي وصلات عذبة فيها من الكلام الحزين و الألم، لكن في بواطن الكلام دعوات و رسائل للاستفاقة و النهوض من جديد، والسير بالزمن الى المستقبل قدما نحو كل ما هو مفيد وإيجابي.قال بلبل المتيجة فريد خوجة ل «الشعب»، إن الألبوم هو تعبير عن مكبوتات و نقد لما أصبح عليه حال المشهد الثقافي من ركود وتقهقر، بات سمة بين المثقفين والنخب، جمود وبعد عن تلك الطاقة المكنونة في عمق التاريخ، حتى ان الواحد منا يشعر في ألم و حزن أن الزمن توقف، والصحف طويت وجفت الاقلام ولم فيه فرك مبدع و نضوج في الرؤى، و ظل الحنين الى الماضي و التغني بتلك الاطلال، وكأن الجميع تخدر وأصبح لا يقوى على التفكير و تجمد، في حين أن فيه من العزائم والقوة المغطاة بغبار النسيان والاهمال و اللامبالاة ربما، ما هو كاف لأن يدفع في إرادة و حب و اخلاص، بالنهوض و ترتيب البيت من جديد والانطلاق في آفاق رسم مستقبل جميل، يشارك فيه الكل في احترام وأسمى عبارات التقدير والحب. عاد بالقول أن اختياره لبعض المعدات الموسيقية وإضافتها في الجوق الموسيقي مثل آلة «الكورديون»، هي فعلا بمثابة الصدمات الكهربائية المعنوية في القلب والفكر، لترك كل مهتم ان يقول ويفعل وينتقد، المهم هو الوصول و التوصل الى مشهد فيه تفاعل وحياة وإرادة في نفض النسيان وعدم الاهتمام. قال بلبل البليدة أن «الألبوم» هو فعلا تعبير من القلب والعقل، الى الجميع دون تفضيل أو تمييز أو انحياز أو احتقار أو حتى عنصرية، إن صح القول في هذا المقام الفني، حتى تعود الحياة الى من استسلموا لليأس والجمود، ويعودوا الى الابداع وخط المستقبل من جديد، فالغاية الكبرى والهدف السامي، الارتكاز على ثروة الماضي و رمزية المكتسبات ومقوماته، حتى يثار المشهد الثقافي، بعيدا عن التشاحن والنقد الهدام، والمعنى من عنونة الالبوم ب « شجرة النارنج « و التي استقدمها الاندلسيين الى الوطن، هي لتحقيق هدف روحي وحضاري سامي، هو العودة لبناء مستقبلنا بأيدينا، فلا أحد يبني مستقبله بأيدي غيره، وسياسة الهروب والنوم لا تجدي و لا تأتي بالثمار، والحب والاحترام المتبادل هما جوازا سفر كل مريد للخير والإبداع و الاستقرار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لينة ياسمين
المصدر : www.ech-chaab.net