الجزائر

الفنان طكفاريناس يكشف لـ''الخبر'' ''لو خيّرتني فرنسا في جنسيّتي لاخترت الجزائرية''



مسؤولو قطاع الثـقافة ''مستهترون'' ويمارسون ''التمييز'' كشف الفنان القبائلي طكفاريناس، في حوار مع الخبر ، عن اعتزازه بالانتماء إلى الجزائر، رغم رفض وزارة الثـقافة تجسيد مشاريعه الفنية بها. قائلا إنه لو خيّر ما بين الجنسية الجزائرية والفرنسية، لما تردّد في اختيار الأولى. وأضاف أن ما تشهده المنطقة العربية من أحداث أمر طبيعي، وأن ما مرّت به الجزائر خلال العشرية السوداء أصدق سيناريو واقعي وأبلغ درس في المطالبة بالديمقراطية.
بما أنك تحمل الجنسية الفرنسية، كيف تجد المشروع القاضي بتخيير المهاجرين الجزائريين ما بين جنسيتهم الأصلية والفرنسية؟
 رغم الامتيازات التي أحوزها في فرنسا،
والنجاح الذي أحرزته هناك، على الصعيدين الشخصي والفني، بيد أنه في حالة تخييري ما بين جنسيتي الأصلية والجنسية الفرنسية، فإنني لن أتردّد لحظة واحدة في اختيار الجنسية الجزائرية طبعا.
لاحظنا غيابك عن مختلف التظاهرات الثـقافية   التي تقيمها الجزائر، لماذا؟
 سبب غيابي واضح وبسيط للغاية، فبعد أن طلبت من الجهات الوصية على قطاع الثـقافة في الجزائر تسخير ميزانية للجولة الوطنية التي أحلم بتنظيمها منذ عشر سنوات، تفاجأت بقرار الرفض الذي أجهل دوافعه. وهنا، أحيطكم علما أنني دعيت إلى فعاليات الطبعة الثـانية من المهرجان الثـقافي الإفريقي، وكذا تظاهرة تلمسان عاصمة الثـقافة الإسلامية 2011، لكنني رفضت. فأنا لا أريد أن ترتبط عودتي بمثـل هذه التظاهرات، بل ببرنامج فني حقيقي. أجزم أنه لو كان مشروعي من اقتراح فنان أجنبي، لفتحت له الأبواب على مصراعيها. لقد حضرت برنامجا رائعا لتلمسان. ولكن ما عساني أقول أو أفعل، في ظل غياب المتابعة الجدية من قبل المسؤولين عن القطاع.
نفهم أنك تشعر بـ الحفرة و الإقصاء من بني جلدتك؟
 أفضّل وصف ما أشعر به، بعد أن أقفلت عليّ أبواب الفن في بلدي، بـ التمييز و الاستهتار عوض الحفرة ، حتى لا أكون متشائما وفاقدا للأمل. فـ الحفرة بالنسبة إليّ تعني النهاية، ومادمت على قيد الحياة، لا أظنّ أنه ثـمّة قوة ستوقفني عن العطاء. أعتقد أن ما طلبته من وزارة الثـقافة لا يقارن أمام الأموال الطائلة التي تضخّ لها.
هل ترى أن فناني الجزائر عديمو الكفاءة؟
مطلقا، هناك أصوات في قمة الجمال، غير أن الجمهور الجزائري يستحق ما هو أجمل. بلادنا جميلة وثـرية، كما أنها تتوفر على كافة المقوّمات التي من شأنها النهوض بكافة القطاعات. لم أفهم بعد لِمَ كل هذا التأخّر الذي لحق بنا في خضم كل هذه المعطيات.
يقال إن شهرة الفنانين الجزائريين تصنع خارج الديار، هل هذا ما حدث معك أيضا؟
 هذه نتيجة حتمية لكل فنان يؤمن بموهبته، ويحلم بالارتقاء بمستوى فنه إلى مصاف العالمية، خاصة في ظل سياسة التمييز و الاستهتار   التي تنتهجها الجهات الوصية كما سلف لي الذكر. وهنا، يطيب لي أن أعترف على صفحات جريدتكم الموقرة أنني لو لم أهجر الجزائر لمتّ فنيا. أكذب عليك لو قلت إنني لم أندم بعض الشيء، ولكن ما باليد حيلة، وأنا دفعت الثـمن باهظا، فمن الصعب جدا على أولادي أن يستقروا حاليا في الجزائر،  كما أن هذا الحلم الذي لطالما راودني بعيد المنال، حتى لا أقول إنه مستحيل، وهو ما ترجمته في أغنية الوخذة .
لكنك عدت إلى الجزائر عبر مدرسة ألحان وشباب ، ثـم بألبومين غنائيين؟
 مشاركتي في الطبعة الثـالثـة من مدرسة ألحان وشباب جاءت بناء على الثـقة الكبيرة التي أضعها في طاقم البرنامج والتلفزيون الجزائري على حد سواء، خاصة بعد أن وفّرت لي كافة الإمكانات والوسائل التقنية التي طلبتها. وأما عن اللحظات الجميلة التي قضيتها رفقة الطلبة، فقد أردتها هدية منّي إلى المواهب الشابة الجزائرية التي تستحق كل التشجيع والرعاية. علما أن الحفل الذي أحييته كان مجانا.
 وماذا عن ألبوميك الجديدين إن شاء الله   و الوالدين ؟
 غيابي عن عالم الإنتاج لخمس سنوات لم يأت من العدم، بل أتى جراء الأزمة التي نعاني منها نحن الفنانون بسبب القرصنة. إنها ظاهرة عالمية أجبرت معظم شركات الإنتاج على عدم تمويل أعمالنا، وهو ما اضطرنا لتحويل بيوتنا إلى استوديوهات تسجيل، وبعدها البحث عمّن يشتري منا أعمالنا.  وهنا، أودّ الإشارة إلى أن عملية البيع صارت تتمّ عن طريق الأنترنت، مثـلما هو معمول به في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدّمت كثـيرا في هذا المجال مقارنة بالدول الأخرى. علما أن غياب التمويل يخدمنا من حيث الحرية المطلقة التي تتاح لنا لتقديم ما نريد وبالطريقة التي نريدها.
بما أنك متخصص في الأغنية القبائلية، ما تقييمك لحالها؟
 الأغنية القبائلية باتت مرتبطة بكل ما هو راقص وريتمي. وعليه، أدعو الجيل الحالي إلى التريث مليا قبل تقديم أي عمل كان، سواء في الطابع القبائلي أو غيره، فالفن ينبثـق من العقل ثـم القلب فالكبد وبعدها الخصر.
ألم تراودك فكرة اقتحام عالم التمثـيل؟
 بلى، فأنا أ حلم  بتقمّص دور كوميدي في فيلم أو مسلسل، ولو مرة واحدة في حياتي، فأنا أهوى التمثـيل رغم ضيق وقتي. لذا، أنتهز هذه الفرصة لتوجيه نداء إلى كافة المخرجين، أعلمهم فيه برغبتي في خوض معترك هذا العالم الساحر.
 كيف تقرأ  انتفاضة الشعوب العربية في وجه حكّامها؟
 إن ما طال المنطقة العربية مؤخرا أمر طبيعي، كوننا جميعا من مناصري الديمقراطية، شريطة أن تتسم المطالبة بها بالحكمة والعقلانية. فالحرية تنزع ولا تعطى.
ألم تكن متخوّفا من تكرار نفس السيناريو في الجزائر؟
 ما مرّت به الجزائر خلال العشرية السوداء اصدق سيناريو واقعي، وأبلغ درس في المطالبة بالديمقراطية. صحيح أن الديمقراطية الحقة ولدت في الجزائر، التي راح ضحيتها مئات  الشهداء،  بيد أنها لا تزال كالرضيع تماما، وفي انتظارها الكثـير من الوقت حتى يتسنى لها الوقوف على قدميها بمفردها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)