الفلسفة الغـدية عنـد محمد عزيز الحبابي

يتناول هذا البحث مسألة العلاقات الدولية الحديثة و المعاصرة ،و طريقة معالجتها الفلسفية في الفكر العربي المعاصر، و هذا من خلال أحد أهم و أبرز المفكرين العرب و المسلمين ألا و هو محمد عزيز الحبابي . الذي يريد هذا البحث أن يبين مدى أصالته الفلسفية في تناوله لهذه المسالة ، فغداة الحرب العالمية الثانية انقسم العالم إلى نصفين: النصف الأول يقع في شمال الكرة الأرضية و هو غني متقدم ، أما النصف الثاني فيقع في جنوبها وهو فقير متخلف. و قد عزز هذا الانقسام النظام العالمي الجديد .و في ظل هذا الانقسام وما افرزه من سلبيات أثرت بشكل مباشر على العالم و بالخصوص العالم الثالث(*) ظهرت الفلسفة الغدية لمحمد عزيز الحبابي بهدف تحقيق غايتين اثنتين هما: - إعادة دول الجنوب و العالم الثالث المتخلفة إلى واجهة الأحداث، بحيث تصبح من جديد لاعبا فعليا و حقيقيا في هذه الأخيرة بعدما كانت مهمشة ، و يكون ذلك عن طريق إصلاح شأنها الداخلي انطلاقا من إعادة هيكلة إنسان العالم الثالث إي إعادة أنسنته هذا من جهة . - إعادة تقييم الظروف و العلاقات الدولية ، أي الظروف العالمية و العلاقات التي تربط الشمال بالجنوب و هي علاقات لابد أن تتحدد على أساس المساواة و نبذ النظرة الاستعلائية للشمال . و لا ننسى في هذا الإطار مطالبة الفلسفة الغدية وحثها على الاهتمام بالمجتمع التقني المعاصر ومشاكله ، و أن ذلك لن يكون إلا بفتح حوار بناء بين الإنسان و الإنسان ، أي بين الفلسفة و الأخلاق من جهة ، و العلم و التقنية من جهة أخرى .