أطلق وزير وبرلماني صهيونيان متطرفان، أمس الأحد، دعوات جديدة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، على الرغم من انتقادات فلسطينية وإقليمية ودولية واسعة.تحدث وزير الأمن القومي المتطرف مرّة أخرى، عن "اليوم التالي" للحرب ومستقبل سكان قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب مدمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقال: "أنا مع تشجيع الهجرة الطوعية. خذوهم (الفلسطينيين) وأرسلوهم (إلى الدول التي ترغب في استقبالهم)".
جاءت هذه التصريحات العنصرية المتكرّرة، بينما أكد مسؤولون وهيئات فلسطينية، رفض مخططات الاحتلال الصهيوني حول إدارة غزة من قبل جهات مدنية أو عشائرية، واعتبروا أنّ مصيرها الفشل.
وشدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، على أن مستقبل قطاع غزة "يحدده الشعب الفلسطيني وليس الاحتلال". وقال عبر حسابه على منصة إكس، إن "كل السيناريوهات التي يطرحها سياسيو الاحتلال الصهيوني وقادته محكوم عليها بالفشل"، مؤكداً أن "الحل الشامل ورحيل الاحتلال هو خيارنا وبرنامجنا واستراتيجيتنا".
من جانبه، قال التجمع الوطني للعلماء والجماعات والهيئات الإسلامية في فلسطين، في بيان، إنّ "الحديث عن إدارة غزة بعد الحرب وبعد اندحار العدو وهزيمته لن يكون إلا شأنًا وطنيًا خالصًا لشعبنا الفلسطيني وقواه الحية، ولن يكون للعدو وداعميه أي دور في هذا الإطار".
كل من يتعاون مع الاحتلال فهو احتلال
وثمّن التجمع الموقف الصادر عن القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية "الرافض قطعًا لمخططات الاحتلال" بشأن إدارة غزة، وقال إنه "موقف شرعي ووطني وأخلاقي، وإن كل من يتعاون، بأي صورة مع الاحتلال، فهو في حكم المحتل ومصيره كمصير الاحتلال الصهيوني".
ودعا التجمع "الأمة وكل مسلم وحر على وجه الأرض للقيام بواجبهم الشرعي والأخلاقي والإنساني لدعم فلسطين وغزة شعبًا ومقاومة وبكل الأشكال والوسائل والطرق".
القبائل والعشائر مع المقاومة
وأضاف: "ندعو المقاومة الأبية وشعوبنا الحية في كل العواصم والبلدان وعلى كل الجبهات والساحات، إلى إعلان حالة النفير والمقاومة الشاملة ضد الاحتلال وداعميه وتعطيل مصالحهم واستهداف مقدراتهم"، مؤكداً: "سنبقى على هذه الأرض مرابطين ثابتين فيها، وسندافع عنها بكل ما نملك وإن كل محاولات الاحتلال لتهجير شعبنا عن أرضه ومقدساته سيكتب لها الفشل".
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد عرض، الثلاثاء الماضي، على المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) خطته لما يُسمى "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، التي تنص على قيام عشائر وقبائل محليّة بالسيطرة على مناطق مختلفة من القطاع وإدارتها وتولّي توزيع مساعدات إنسانية على السكان.
وتأتي هذه الأفكار من افتراض صهيوني أن الاحتلال سيتمكن من الانتصار على المقاومة، التي تؤكد بالمقابل أنها بخير وتكبّد جيش الاحتلال الصهيوني خسائر فادحة، حتى باعتراف المسؤولين الصهاينة أنفسهم.
وتحاول حكومة الاحتلال، من خلال طرح هذه الأفكار حول إدارة غزة، البحث عن مخرج من المأزق الذي تورطت فيه بدخولها إلى القطاع، وسط ضربات متتالية للمقاومة الفلسطينية.
والجمعة، قالت قبائل فلسطين وعشائرها، في بيان رداً على ذلك، إنها تدعم المقاومة وإنّ إدارة غزة شأن فلسطيني، لافتة إلى أنّ حديث قادة الاحتلال عن تولي العشائر إدارة الحياة المدنية في غزة كلام مثير للسخرية "لن يتعاطى معه إلا من يدور في فلك الاحتلال وأذنابه، وهو مرفوض جملة وتفصيلاً".
المؤامرة سيفشلها صمود الفلسطينيين
كما أكدت الفصائل الفلسطينية، مساء السبت، أن مخططات الاحتلال لاستحداث هيئات محلية أو عشائرية لإدارة قطاع غزة "مؤامرة ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في بيان ل«لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية"، التي تضم معظم الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية.
وقالت الفصائل، في البيان الذي نشرته حركة حماس، على منصة "إكس"، إن سلطات الاحتلال الصهيوني "مازالت تسعى في مخططها القديم الجديد لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبنا، لكن مخططها هذا سيفشل ويسقط".
إدارة غزة شأن وطني خالص
وأضافت، أن هذه السلطات الاستعمارية تعمل على "استحداث هيئات محلية مدنية أو عشائرية، كما تزعم، لإدارة قطاع غزة، وهذا لن يتحقق".
وذكرت أن "مخطط قادة الاحتلال يهدف إلى خلق واقع جديد في قطاع غزة، يديره الاحتلال ومن يخضع لإملاءاته، عبر ما يسميه إدارة مدنية أو عشائرية في شكلها، سياسية في جوهرها، تهدف إلى استباق نتيجة الحرب بتشكيل إدارة مدنية من جديد لإدارة القطاع تكون تحت سيطرته وخاضعة له على غرار أنماط ونماذج سابقة".
وأكدت الفصائل، أن "فشل العدوان العسكري في تحقيق أهدافة المعلنة جعل الكيان الصهيوني يستبق الأمور عبر هذه المخططات العدوانية، والتي يرفضها شعبنا ومكوناته السياسية والمجتمعية والمدنية كافة". واعتبرت أن أي تعامل مع هذه المقترحات "خيانة وطنية لن يقبلها أحد أو يوافق عليها".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net