الجزائر

الفلسطينيون يحيون الذكرى 45 للنكسة‏



من النكبة إلى النكسة استعاد الفلسطينيون أمس ذكريات أليمة ومعاناة المأساة التي أفقدتهم أرضهم وهجرتهم من منازلهم وقراهم وحتى من بلدهم في سنوات المحنة ليجدوا أنفسهم تحت رحمة احتلال صهيوني غاشم لا يعترف لا بوجودهم كشعب ولا بحقهم التاريخي في ارض فلسطين المحتلة.
وتعود الذكرى ال45 للنكسة التي سلبت الفلسطينيين خاصة والمسلمين عامة ذات الرابع جوان من عام 1967 فيما عرف بحرب الستة ايام أقدس المدن الإسلامية وأعرقها على الإطلاق القدس الشريف مسرى الرسول ومهد الديانات وهي تأتي اليوم على وقع مخططات استيطانية وتهويدية مسعورة غيرت من معالمها التاريخية وأفقدتها توازنها الديمغرافي لصالح عنصر يهودي غاز.
وكشف خليل التفكجي خبير الخرائط والاستيطان ان إسرائيل ومنذ احتلال عام 1967 وسعت مساحة مدينة القدس من ستة كيلومترات مربعة إلى 72 كيلومترا مربعا ضمن سياسة استيطان اكبر وعمليات تهجير أوسع لتسهيل تهويدها وجعلها ''العاصمة الأبدية لدولتها العبرية''. وأشار إلى ان هذه ''السياسة ترافقت مع استيطان يهودي انتقل من عدد يهود كان قبل النكسة يساوي صفرا ليرتفع اليوم إلى 200 ألف توزعوا على 15 مستوطنة أقامها الاحتلال و58 ألف وحدة سكينة.
ويقف الفلسطينيون اليوم سواء في الأراضي المحتلة أو الشتات وهم رافعين راية الارادة والتحدي رغم اختلاطها بمشاعر الحزن والألم ليؤكدوا تمسكهم بكل حقوقهم المغتصبة وأنهم سيسترجعون مفتاح القدس الذي أضاعوه فيما مضى بقوة الحديد والنار مهما طال الزمن بقناعة ''ما ضاع حق إلا وكان وراءه طالب''.
ولأن ذكرى النكسة تحل هذا العام والبيت الفلسطيني لا يزال منقسما على نفسه رغم كل مساعي لم الشمل فإن مئات الفلسطينيين خرجوا أمس في المدن المحتلة في رام الله والخليل بالضفة الغربية ووصولا إلى قطاع غزة في مظاهرات عارمة رافعين شعارات وطنية تطالب بوحدة الصف الفلسطيني وتؤكد على تمسكهم بكل حقوقهم المغتصبة.
ولم تخلو هذه المظاهرات من اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تتعمد إسكات الصوت الفلسطيني باستخدام القوة مما أسفر عن إصابات العديد من المحتجين.
وبهذه المناسبة أكد مصطفى البرغوثي الأمين العام ل''حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية'' أن النكبة ''تمر والشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الساعي إلى إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحويلها الى كانتونات وسجون''.
وأكد أن بقاء الاحتلال'' قائما حتى يومنا هذا يمثل وصمة عار للإنسانية والمجتمع الدولي الذي يتبنى مفاهيم الحرية والديمقراطية والحق في تقرير المصير ويغض الطرف عن الظلم التاريخي والاضطهاد والقهر الذي لحق بالشعب الفلسطيني''.
وقال البرغوثي إن نضال الشعب الفلسطيني ''سيتواصل حتى دحر الاحتلال وكنس الاستيطان وتحقيق حريته واستقلاله''. ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على جميع الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس عاصمة العتيدة التي تتعرض لحملة تهويد خطيرة.
ومن جانبهما أكدت حركتا المقاومة الإسلامية ''حماس'' والجهاد الإسلامي على أن المقاومة هي ''خيار'' الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وأراضيه المحتلة.
وشددت حماس على أن وحدة الشعب الفلسطيني ''خطوة ضرورية على طريق التحرير واستعادة الحقوق الفلسطينية'' مؤكدة ''تمسكها بالمصالحة الفلسطينية وبذلها لكل الجهود لتطبيقها''.
كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي ثالث اكبر فصائل الفلسطينية تمسكها بالثوابت والحقوق واستمرار المقاومة حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي مهما كلفها ذلك من ثمن وتضحيات.
وقالت انه ''لا سبيل للتصدي للاحتلال وسياسته التعسفية إلا بدعم المقاومة وتعزيز قدراتها كخيار يكفل عدم السماح باستقرار العدو واستمرار حالة المواجهة والاشتباك مع جيشه ومستوطنيه''.
وتتزامن ذكرى احتلال القدس الشريف مع تصريحات فلسطينية متفائلة من اقتراب نهاية حالة الانقسام الداخلي في ظل جدية كافة القوى والفصائل لتطبيق بنود اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة ومنها بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في تحديث السجل الانتخابي للمواطنين في المحافظات وانطلاق مشاورات تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني واجتماعات لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)