راج خلال التواجد العثماني بالجزائر كتب الفقه و فروعه و بحكم كون الجزائريين مالكيين فقد شاع المذهب المالكي بين عامة الناس و أصبح هو المرجع و أصبحت كتب الفقه المالكي من مختصر خليل و رسالة ابن زيد القيرواني و غيرهما مصدر الفتوى ، برز علماء أجلاء ذاع صيتهم في المشرق و المغرب منهم الإمام الونشريسي صاحب كتاب "المعيار" و العلامة الرماصي صاحب الحاشية على شرح التتائي لمختصر سيدي خليل و أبو راس الناصر الراشدي المعسكري الذي تضلع في مختلف المذاهب حتى صار مسجده يعرف بقبة المذاهب الأربعة .
ولما وقعت بين يدي مخطوطة فقهية لأبي راس الناصري رأيت أن أنشرها و هذا من باب أحياء التراث الفقهي الجزائري و التعريف بعلماء الجزائر.
لا شك أن هذا العمل يدخل ضمن الحوار بين الماضي و الحاضر و المستقبل و هو حوار مستمر لا يتوقف و به تكمم أفواه من يدعى أن أجدادنا كانوا من الجاهلية بمكان وأنهم كانوا بعيدين عن أحكام الدين بل إن تراث علماء الجزائر الضخم لأقوى دليل على عمق انصهار الجزائريين بخاصة وشعوب المنطقة بعامة في الإسلام
ثم إن تراث هذا الرجل- أبا راس الناصر- لجدير بالدراسة و التحقيق و النظر و التدقيق لما حوته كتبه من مسائل فقهية و أخبار تاريخية مجتمعنا الحالي بحاجة للرجوع إليها .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - تقي الدين بوكعبر
المصدر : مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية Volume 2, Numéro 2, Pages 243-262 2016-05-25