الواقع المزري الذي آلت إليه ايطاليا، كان له الوقع الكبير في نفسية ماكيافيللي مما دفعه إلى تجنيد قلمه في سبيل محاولته إيجاد مخرج يعيد لوطنه ايطاليا مجدها وعظمتها المفقودة التي ورثتها عن الإمبراطورية الرومانية قديمًا، ولأجل ذلك، عمد إلى تحليل الواقع السياسي والاجتماعي الذي عايشه تحليلاً معمقًا محاولاً بذلك الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أحالت ايطاليا إلى ما هي عليه من ضعف وهوان. من خلال تحليله، خَلُص إلى نتيجة أساسية وجد فيها أن السبب الرئيس الذي وقف أمام ايطاليا حائلاً دون أن تكون مثل جاراتها من الدول الأخرى، مثل اسبانيا وفرنسا هو غياب عامل الفضيلة عن أفراد الشعب الايطالي حكامًا ومحكومين. لذلك، نجده في مؤلفاته يقدم الحجة تلوى الحجة ويدعمها بالأمثلة الكثيرة المستقاة من التاريخ القديم والمعاصر ليثبت أنه دون عامل الفضيلة، فإن ما تتعرض له الدول هو الانهيار والضياع.
وعليه، فإن مهمتنا الأساسية، وفق ما سبق، تتمثل أساسًا في العمل على تحديد مفهوم الفضيلة كما أورده ماكيافيللي، وتسليط الضوء على المتطلبات التي تستوجبها وهذا من خلال منطق الضرورة الذي تحدث عنه ماكيافيللي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/10/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - الصادق بوبقرة
المصدر : أبعــاد Volume 3, Numéro 1, Pages 88-101 2016-01-31