الجزائر - A la une


الفضيحة تلو الفضيحة!
بشرنا جيلالي حجاج، الناطق باسم جمعية مكافحة الفساد، أن قضية فساد أخرى في الأفق، سيطلق عليها ”سوناطراك3”، ستفجر قريبا، وهذه المرة من إسبانيا، وسيكون اسم رجل الزوايا، شكيب خليل، حاضرا بقوة في هذه الفضيحة الأخرى، التي ستهز البلاد والرجل ككل مرة، ”سوناطراك1” (2010) و”سوناطراك2” (2013) والآن ”سوناطراك3”.فمجمع سوناطراك الذي كان مفخرة الجزائر طوال عقود، وبعد عملية التأميمات العظيمة في فيفري 1971، ها هو بعد كل هذه السنوات، يتحول اسمه إلى مرادف للفساد، وغياب الدولة وانهيار المؤسسات.فضيحة أخرى، يبشرنا بها الرجل، لتزيد من الإحباط العام، وإن كان الجميع يدرك حجم الفساد المستشري، ولم يعد يحيره الأمر، فإن المؤلم أكثر، أنه كلما كثرت الفضائح، كلما زاد تعنت من هم معنيون بالفضيحة، وكلما زاد احتقار السلطة للشعب، وكأن الفضائح تعطيهم في كل مرة جرعة من الشجاعة، وبالأحرى (صحانية الوجه) ليتمادوا أكثر وأكثر في الفساد، وفي الدوس على العدالة وعلى القوانين.الفساد المستشري صار ملفات تتحارب بها الأطراف المتصارعة على السلطة هذه الأيام، وهذا ما يفسر لامبالاة الحكومة ورفضها التحقيق في قضايا الفساد، فمنذ حل المخابرات، أو إعادة هيكلتها قبل بضعة أشهر مضت، لم يعد هناك داع للخوف من الدولة، ولا من العدالة، بل بإمكان رجل وجهت إليه أقذر التهم أن يتطلع إلى المناصب العليا، ويباشر حملة مسبقة لتطهير نفسه. فبعد الزوايا، بدأ الحديث عن جولة عبر الجامعات، ولا أدري ماذا سيقول الرجل لطلبة الجامعات، هل سيدرسهم كيف يتلاعبون بمصير البلاد والمال العام، أم كيف يضحكون على الشعوب بارتداء ثوب التقوى والورع؟!حتى المواطن هو الآخر مسؤول أمام هذه اللامبالاة تجاه ظاهرة، فلم تعد تهزهم مثل هذه الأخبار، إن لم تصبح بالنسبة للكثيرين منهم معنى للنجاح الاجتماعي وشطارة.في السابق، كان كلما نشرت صحيفة أخبار فساد، تباشر الدولة في ساعتها التحقيق في الأمر، أما الآن، فلم يعد الأمر يهم أحدا، وصارت أخبار الفضائح من حجم الفساد في سوناطراك، لا تختلف في التأثير على الرأي العام عن أخبار ”سيارة صدمت كلبا في الشارع”.مازال إذا أمام خليل وشركائه في الفساد، المعروفين والذين يتم التستر عنهم في قضايا الفساد، أيام جميلة، فليس هناك من يجرؤ على عرض قضيته والقضايا الأخرى على العدالة.حتى الوزير الأول، الذي بدا أمس، غاضبا وهو يتحدث عن التسيب في قطاع الإعلام السمعي البصري وأمر وزيره بتطهيره، لن يجرؤ على المطالبة من وزير العدل مثلا أن يباشر تحقيقا فيما قاله جيلالي حجاج، وما ستقوله الصحف الدولية عن هذه الفضيحة الأخرى التي ستفجر عن قريب!الفضيحة، ستلغي الفضيحة وسنتعود على أخبارها وننسى!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)