الجزائر

الفرق بين باشمان وساركوزي



حماقة رجال السياسة في الغرب لا تضاهيها حماقة أخرى، فهم لن يحفظوا دروس التاريخ حتى تسقط الدنيا فوق رؤوسهم. وهذا ما فهمته السيدة ميشيل باشمان، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، التي وصفت قرار الرئيس، باراك أوباما، التدخل في ليبيا بأنه خطوة ''حمقاء''، محذرة من أن حملة الناتو العسكرية في ليبيا قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز تنظيم القاعدة.
وتأتي تحذيرات باشمان لتتقاطع مع تحذيرات أخرى بقيت الجزائر تكررها منذ اتخاذ مجلس الأمن قرار التدخل العسكري في ليبيا، مؤكدة أن تطور العمل المسلح في البلد الجار ستستفيد منه بالدرجة الأولى عناصر القاعدة لتطوير طاقاتها القتالية، لأنها ستدعم بأسلحة جديدة قد تأتي به على الأخضر واليابس في كل الدول المحيطة بها، ومنها الدول الغربية نفسها. ورغم هذه التحذيرات، يواصل دعاة الحرب، وفي مقدمتهم المستعمران الجديدان فرنسا وبريطانيا، مغامراتهم في تسليح وتدريب المعارضة الليبية المسلحة، اعتقادا منهم أن القذافي يمكن أن يسقط بهذه الطريقة، وغابت عنهم فكرة أن مآل فعلهم سيؤدي لا محالة إلى حرب أهلية لا يمكن التنبؤ بمستقبلها الوخيم على المنطقة كافة.
ويذكرنا هذا الوضع بفترة التسعينيات، عندما كان الشعب الجزائري يقتل بضربات الإرهاب الذي كان يترعرع بكل حرية في مدن فرنسية وبريطانية، وبقيت صيحات الجزائريين دون صدى تحت غطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها سرعان ما نسيت كل هذه المبادئ بمجرد أحداث 11 ديسمبر. واليوم يتكرر هذا السيناريو من جديد وتستمر الجزائر في دق ناقوس الخطر، وفي المقابل يستمر دعاة الحرب في تكرار نفس الخطإ، لأنهم بكل بساطة لا يدركون طبيعة التفاعلات الحاصلة في المنطقة، ويتعاملون معها وكأنهم في مغامرات السياحة الإفريقية على طريقة ''السافاري''. ولكن الأيام القادمة ستؤكد أن ما يقومون به اليوم سينقلب ليس عليهم فقط بل على المنطقة بكاملها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)