الجزائر

“الفجر” ترصد أجواء اقتراع “ثورة الياسمين” تونس تنجح في أول امتحان ديمقراطي



“الفجر” ترصد أجواء اقتراع “ثورة الياسمين”              تونس تنجح في أول امتحان ديمقراطي
إقبال كبير والحبر الأزرق والـ"أس أم أس" لمنع التزوير منسق وعضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة لـ "الفجر": "المنتخبون رفعوا شعار "ارحل" في وجه الغنوشي" حرص التونسيون على المرور بالمرحلة الثانية من “ثورة الياسمين” نحو بر الأمان، وهو ما فسره الإقبال الكبير والمشاركة “المتميزة” في أول انتخابات تشهدها تونس بعد سقوط نظام الرئيس “المخلوع” زين العابدين بن علي.التنظيم المحكم والإقبال الكبير، هو ملامح معظم مراكز الاقتراع في تونس التي وقفت عندها “الفجر” منذ الساعات الأولى، أمس، وسط حالة من الرضا والتفاؤل والسير الحسن سادت أجواء العملية الانتخابية في العاصمة التونسية والمدن المجاورة لها.ولرصد مدى استجابة التونسيين لنداء الهيئة العليا للانتخابات التي رفعت شعار “تونس تنتخب”، بدأنا جولتنا من العاصمة التونسية وصولا إلى ولايتي منوبة وأريانة، وكان من السهل جدا علينا ملاحظة الحجم الكبير لطوابير المواطنين الممتدة على أرصفة الشوارع أمام مراكز الاقتراع، فمن مختلف الفئات والأعمار من شباب ونساء ورجال، وحتى المرضى والمعاقين، كان للتونسي حضور “وطني” كبير، حيث أبوا إلا أن يسجلوا بصمتهم “الزرقاء” في تاريخ تونس الحرة، وهي صورة أدهشت الملاحظين الدوليين والصحافة الأجنبية الحاضرة بقوة في غالبية المراكز، كما سجلت اللجان المراقبة ارتياحها من استخدام الهيئة العليا للانتخابات لصناديق مصنوعة من الزجاج غير القابل للحرق ولا للكسر، وهي صناديق حديثة تضمن سلامة الأوراق داخلها وعدم تعرضها للتلف أو التزوير.هذا وكان للجيش التونسي وقفة توصف بالمتميزة لضمان سلامة المرافق العمومية ومراكز الاقتراع، حيث لاحظنا وجود حارس الجيش التونسي والشرطة بمعدل ثلاثة إلى أربعة أمام جنود أمام كل باب لمركز اقتراع. وفاقت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع توقعات السلطات التونسية وعلى رأسها الهيئة الوطنية المستقلة، التي كانت قبل أيام تراهن على نسبة 60 بالمائة، لكنها سرعان ما غيرت تكهنها حول نسبة المشاركة، حسب ما أعلنه رئيسها كمال الجندوبي في أول ندوة صحفية عقدها في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا بقاعة قصر المؤتمرات، حين قال “نحن في حالة فرحة، الاقتراع فاق كل التوقعات التي كنا نتصورها وستفوق نسبة المشاركة النسبة التي تحدثنا عنها، نتوقع أن تتعدى 60 بالمائة”.ففي المدرسة الابتدائية “29 نهج مرسيليا”، أحد أكبر مراكز التصويت في العاصمة تونس، والذي زارته “الفجر” منذ فتحه على الساعة السابعة صباحا، سجل توافد كبيرا للناخبين التونسيين، إلى حد أن شكل عدد المواطنين، في حدود الساعة التاسعة طابورا طوله حوالي كيلومتر وقد يكون تعدى هذه المسافة، ورغم العدد الهائل من المصوتين، إلا أن العملية في هذا المركز تميزت بانضباط كبير وحالة تفهم من قبل المواطنين، رغم أن التجربة فتية بالنسبة لأغلبهم وخاصة شباب الثورة. فلم تسجل أي مشاحنات أو سوء تنظيم من قبل المؤطرين الذين كانوا في المستوى من حيث التعامل مع المصوتين والصحافة والملاحظين على حد سواء، على الأقل في الفترة التي كانت فيها “الفجر” بعين المكان.ولم تختلف الصورة التي شاهدناها في مركز نهج مرسيليا كثيرا عن تلك التي وقفنا عليها في مركز آخر هو “المعهد النموذجي بورقيبة تونس1” الواقع بشارع باريس، وهو من أهم مكاتب التصويت وأكبرها كذلك على مستوى العاصمة، وتم فتحه في آخر اللحظات التحضيرية من ليلة أول أمس، وخصص لغير المسجلين في القوائم الانتخابية، ورغم أنه تم استدعاء الناخبين عن طريق إشعار عبر رسائل نصية هاتفية “أس أم أس”، إلا أن التنظيم بلغ مستوى غير متوقع، وبوجود قوائم اسمية إضافية تحمل أرقام الناخبين غير المسجلين وعناوينهم الشخصية وأسماءهم الثلاثية، كما أن نسبة المشاركة في هذا المكتب أيضا كانت كبيرة جدا وجرت العملية في جو تنظيمي راق.نفس الملاحظات سجلناها في مركز الاقتراع المسمى “ثانوية نهج لينين”، وهو مركز انتخابي خصص أيضا لغير المسجلين في القوائم الانتخابية لأسباب تختلف من مواطن إلى آخر، وتم تجهيزه ليلة أول أمس، ففي حدود الساعة الثامنة والنصف، أي بعد ساعة ونصف من فتح أبوابه، بدأ المصوتون يتوافدون عليه، في طوابير صغيرة زاد طولها بشكل ملفت من ساعة إلى أخرى.وعرفت “مدرسة الجمهورية1 و2 بن مهيلية” الواقعة بولاية أريانة التابعة إداريا لدائرة تونس، وكذا مدرسة التضامن1 ومدرسة التضامن 2 بولاية منوبة بدائرة تونس كذلك، نفس الجو الانتخابي، وشوهد المصوتون التونسيون شبابا وشيوخا وعجائز يأخذون صورا قرب مكاتب الاقتراع، رافعين أصبع السبابة لليد اليسرى، الملون بحبر أزرق يمل إلى السواد، وهو مادة لا تزول إلا بعد مرور 3 أيام، وهو دليل الإدارة التونسية على أن المواطن قد صوت ولا يمكنه إعادة التصويت لمرة ثانية، أي أنه الدليل المادي لمنع التزوير، فكل ناخب بعد الإمضاء مطالب بتلوين أعلى سبابته اليسرى بهذا الحبر، الأمر الذي سيجعل التونسيين يختلفون عن باقي شعوب العالم لمدة ثلاثة أيام في لون أصابعهم ويوحدهم في هذه الصفة على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية. وتلخص الصورة التي جمعتها الفجر وكل وسائل الإعلام العالمية في هذه المراكز، وفي مراكز أخرى، أن الشعب التونسي وسلطاته فعلا يراهنان بقوة على نجاح أول انتخابات تعددية في بلاده.منسق عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة لـ “الفجر”:“المنتخبون رفعوا شعار “ارحل” في وجه الغنوشي”حدثت، أمس، المفاجأة التي لم تكن تتوقعها حركة النهضة، المرشحة للفوز بالأغلبية في انتخاب المجلس التأسيسي التونسي. ففي الوقت الذي كان فيه رئيسها راشد الغنوشي يتأهب لمغادرة مكتب التصويت بعد أداء واجبه الانتخابي في مركز بحي المنزه السادس، وسط العاصمة تونس، تعرض لمضايقات من قبل الناخبين الذين قابلوا زغاريد وتهليلات أنصار النهضة بعبارات جارحة وقاسية في حق الغنوشي، وهو يستقل سيارته رفقة زوجته وبناته، يقولون له فيها “ارحل “ ويصفونه بالإرهابي والمجرم وطالبوه بالعودة إلى لندن.وقابل الشيخ الغنوشي وأسرته هذه المضايقات بالصمت، بينما رد عليهم أحد أنصاره بعبارة “الله أكبر”، ونشرت الحادثة على وجه السرعة عبر صور فيديو على مختلف مواقع الانترنيت. وعلق زبير الشهودي، عضو الهيئة التأسيسية لحركة النهضة، في تصريح لــ “الفجر” على هذه الحادثة بكل دبلوماسية، وقال “ما حدث أمر طبيعي وتنافسي، فالمنافسون للحركة حاولوا مضايقة الشيخ بعدما لاحظوا الزغاريد والهتافات التي صاحبت تواجده بمكتب الاقتراع” وأضاف” لقد انتظر الغنوشي ثلاث ساعات ونصف في الطابور مثله مثل المواطنين، من أجل أن  يصوت، ولم يبدر منه أي شيء ردا على هذه المضايقات التي لم تزعجه”.وتأسف الشهودي لوقوع بعض التجاوزات كمنع الأميين من اصطحاب مرافقين لهم في مكاتب الاقتراع، رغم أن الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات سمحت بذلك في وقت متأخر، لكنها لم تعلم رؤساء مكاتب الاقتراع، ما خلق مشكلا كبيرا بالنسبة لهذه الفئة التي أصرت على التصويت، كما توقع العضو التأسيسي في النهضة تسجيل نسبة مشاركة خيالية في هذه الانتخابات معتبرا  أن “تونس تحتفل بالديمقراطية  مهما كانت نتائج الانتخابات مخيبة أو مفرحة لحركة النهضة”.المراقبون يؤكدون لـ “الفجر”:فرانسواز ستوفال ممثلة عن المعهد الوطني الديمقراطي للأعمال الدوليةرفضت ممثلة المعهد الوطني الديمقراطي، فرانسواز ستوفال، التي توجد ضمن فريق الملاحظين الدوليين لمراقبة الانتخابات في تونس، إعطاء أي انطباعات أولية حول ما تم تسجيله على سير العملية الانتخابية بتونس، وفضلت التريث إلى غاية نهايتها، وقالت في تصريح لـ”الفجر” : “من غير الممكن الحديث عن أي شيء والعملية لاتزال جارية”. وأفادت الملاحظة الدولية أن المعهد سيعقد زوال اليوم ندوة صحفية للتصريح بملاحظاته المسجلة على الانتخابات.ياسين سعدي مستشار دولي في بعثة المراقبين الدوليين عبر الجزائري ياسين سعدي، مستشار دولي في بعثة المراقبين الدوليين وممثل المركز الأوروبي للدراسات الإستراتيجية والاقتصادية، عن ارتياحه الكبير ليسر الانتخابات في مكاتب الاقتراع، وأكد في تصريح لـ  “الفجر” أنه لم يسجل أي  خروقات أو تجاوزات على مستوى المكاتب التي زارها، بل عكس ذلك أشاد كثيرا بمستوى التنظيم على مستوى التأطير الذي وفرته الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات، كما أبدى إعجابه بالتجاوب الشعبي الواسع الذي لقيته الانتخابات، وقال “الشعب التونسي واع بمصيره، وأعتقد أن المنظومة التربوية في تونس أعطت نتائجها لأن السلوكيات الحضارية للمواطنين تؤكد ذلك”، كما  أشاد بالأساليب التي انتهجتها  السلطات التونسية في تنظيم الانتخابات خاصة بالنسبة لغير المسجلين في القوائم الانتخابية من خلال استعمالها الرسائل القصيرة لتوجيههم إلى مراكز الانتخاب، فضلا عن استعمالها لصناديق شفافة. وتوقع المراقب الجزائري تسجيل نسبة عالية جدا من المصوتين مقابل قلة التجاوزات.عياف بن عاشور رئيس هيئة تحقيق أهداف الثورةبدوره، أشاد عياف بن عاشور، رئيس هيئة تحقيق أهداف الثورة بالإقبال الكبير للناخبين التونسيين وبمستوى التنظيم، وقلل، في تصريح هامشي بقصر المؤتمرات، من حجم التجاوزات التي حدثت حين أفاد بأنها ليست بمستوى التأثير على الانتخابات، داعيا الأحزاب إلى الخضوع للإرادة الشعبية مهما كانت النتائج مرضية أو غير مرضية لمختلف التشكيلات السياسية، وقال إن بعض الأخطاء الخفيفة لا ترجع للتقصير وإنما لقلة التجربة.المنصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهوريةقال المنصف المرزوقي في تصريح صحفي قبيل إدلائه بصوته إنها المرة الأولى في حياته التي يصطف فيها مع جموع غفيرة من المواطنين والمواطنات للإدلاء بصوته في هذه الانتخابات المصيرية، معربا عن أمله في أن تكون نتيجة التصويت في مستوى تضحيات الشعب التونسي ونقطة انطلاق مرحلة جديدة لبناء تونس الديمقراطية. وأعرب عن التزام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية باحترام إرادة التونسيين والقبول بالنتائج النهائية لهذه الانتخابات، مشيرا إلى أن حزبه سيحترم قرارات الشعب التونسي وسينطلق في عمليات البناء الديمقراطي بالتعاون مع الأطراف السياسية التي تقاسمه نفس الرؤى وتلتقي معه في التوجهات. وجدد المرزوقي دعوته للإسراع بتحقيق العدالة الانتقالية مبينا أن المصالحة الوطنية لن تنجح إلا بعد اعتراف المتورطين مع النظام السابق بأخطائهم ومحاكمة القتلة. محطات من انتخابات تونسنسبة المشاركة 80 بالمئةكشف كمال الجندوبي، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في الندوة الصحفية الثانية التي عقدها بقصر المؤتمرات، أن نسبة المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي فاقت 80 بالمائة في بعض الدوائر الانتخابية، موضحا أن حوالي 4 آلاف ناخب ممن سجلوا إراديا لم يتم إدراج أسمائهم في السجل الانتخابي، مشيرا إلى أن الهيئة بصدد البحث عن حل قانوني لهذا الإشكال. هذا وكان صرح صبيحة أمس في أول ندوة صحفية نشطها أنه يتوقع نسبة مشاركة عالية تفوق 60 بالمائة، وأن الهيئة سجلت تجاوزات لم يذكر منها سوى مواصلة بعض المترشحين  حملتهم الانتخابية في مكاتب الاقتراع ومحيطها، لكنه تحفظ عن ذكر الأحزاب التي قامت بمثل هذا الخرق، ولم يوضح طبيعة العقوبة التي ستتعرض لها. تأخر فتح المراكز في الوقت المناسب أفاد نظام رفيق محمد عساف، رئيس شبكة الانتخابات في العالم العربي، الحاضرة لمراقبة الانتخابات، في تصريح لـ “الفجر” أن عملية الاقتراع تمت بسلاسة وشفافية كبيرة وإقبال جماهيري واسع إلى جانب يسر وصول الناخبين إلى مراكز الانتخاب، غير أنه يؤاخذ على المؤطرين عدم فتح العديد من مكاتب الاقتراع داخل المركز الواحد، الأمر الذي تسبب في طوابير طويلة على مختلف المراكز في كامل التراب التونسي.الهواتف النقالة زبون غير مرغوب فيه سجلت الرابطة التونسية للمواطنة، أمس بقصر المؤتمرات بالعاصمة في  بيانها الثاني حول سير عملية الاقتراع، بعض التجاوزات التي شابت هذه العملية في 6 دوائر انتخابية، وقالت فيه إن بعض الأحزاب قامت بأعمال دعائية أثناء عملية التصويت، كما لم يلتزم بعض موظفي مكاتب الاقتراع بأولوية الصف وكذلك بأخذ الهواتف الجوالة من الناخبين أثناء عملية التصويت. يذكر أنه تم تسجيل هذه التجاوزات في كل من دائرة أريانة ومنوبة وتونس 1 وتونس 2 وبن عروس وبنزرتتونس : مبعوثة الفجر/ كريمة. ب


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)