الجزائر

الفتوى بإفطار اللاعبين في شهر رمضان سياسية وليست شرعية



الفتوى بإفطار اللاعبين في شهر رمضان سياسية وليست شرعية
تحدث الدكتور إبراهيم التهامي أستاذ العلوم الإسلامية بكلية الدراسات العربية الإسلامية في دبي، في حوار حصري "للشروق أونلاين" عن الأجواء الرمضانية والتحضير المعنوي والمادي لهذا الشهر الكريم.ففي اتصال لنا بالدكتور بمقر إقامته في دبي تطرق التهامي للحدث العالمي الكروي و فوضى الفتوى التي أثيرت مؤخرا بين مجيز ومحرم لإفطار اللاعبين مبرزا رأي الشارع في هذه الأمور. *الشروق اونلاين: يفصلنا يوم أو يومان على الأكثر عن دخول شهر رمضان الكريم، فهل من كلمة بمناسبة هذا الشهر العظيم؟الدكتور إبراهيم التهامي: بداية أغتنم هذه الفرصة لأهنئ الشعب الجزائري والشعوب العربية والإسلامية كافة بقدوم هذا الشهر الكريم شهر رمضان العظيم وأسأل الله أن يعيننا على صيامه وقيامه وأن يعيده علينا أعواما وأعواما، وأن يمكن لهذه الأمة ويبارك لها في هذا الشهر كما أدعو المسلمين قاطبة والشعب الجزائري خاصة أن يستغلوا فرصة هذا الشهر للتوبة والعودة إلى الله فهي فرصة لهم ومنحة من الله لا تعوض .الشروق اونلاين: كيف يمكن للمسلمين أن يستقبلوا هذا الشهر، خاصة وأن الكثير منهم تلهيه المتطلبات المعيشية من مأكل ومشرب وبروزها بصفة غير عادية في مثل هذه المناسبات دون غيرها؟** المسلم الحقيقي يعتبرهذا الشهر فرصة لا يجوز تفويتها وتضييعها، ولذلك فهو يبذل كل جهده حتى يستغل هذا الشهر وينتفع من بركاته وأفضال الله تعالى الكثيرة فيه، ويضحي بالملهيات، كالتسكع في الأسواق ومشاهدة المسلسلات والسهر في المقاهي وما إلى ذلك من الملهيات.الشروق اونلاين: للأمة الإسلامية موعد مع صلاة التراويح والإبتهال والإستغفار، مقابل إغراءات كثرة البرامج التلفزيونية والحدث العالمي الكروي المتمثل في مونديال البرازيل ، كيف لكم أن توجهوا الأمة إلى ما ينفعها دينا ودنيا؟** طبعا بالنسبة للجزائريين الذين يتابعون فريقهم في كأس العالم، بعد تأهله إلى الدور الثاني قد يبقى اهتمامهم قائما بالمباريات، ولكن أنصحهم بأن لا يضيعوا الصلوات وصلاة التراويح وقراءة القرآن وختمه مرات عديدة، في هذا الشهر ننظر كيف كان رسول الله صلى الله عايه وسلم يستقبل هذا ويهيئ أصحابه لاستقباله كان يقول لهم: "قد أطلكم شهر عظيم، شهر مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه وجعل قيام ليله تطوعا، من تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة، وهو شهر الصبر إلى آخر الحديث...، فالذي يعظم هذا الشهر لا تلهيه لا المسلسلات ولا كأس العالم ولا شيء آخر. السلف كانوا يدعون الله سنة أن يبلاهم رمضان، كان الإمام مالك يتوقف عن دروس العلم في رمضان ويتفرغ للعبادة وقراءة القرآن، وكان الإمام الشافعي رحمه يختم القرآن في رمضان ثلاثين مرة، وربما أكثر حسب اختلاف الروايات عنه وغيرها، كانوا مثلهما فأرجو أن ينتبه لهذا ويفرغوا أنفسهم من كل الشواغل غير رمضان والطاعات.الشروق أونلاين: كثر النقاش في الجزائر عن إفطار لا عبي المنتخب الوطني مابين محرم ومجيز بحكم مشاركتهم في مونديال البرازيل ، ما القول الذي يرجحه الشيخ إبراهيم التهامي؟** أعتقد أن الذي يفتي بالإفطار، إنما يفتي فتوى سياسية وليست شرعية، والشرع يبيح لهؤلاء الإفطار في هذا الشهر المفضال إن كانوا ضد العدو، هذه مجرد لعبة ومتعة وليس هناك مبرر لإفطارهم، لكن إذا اللاعبون أجهدوا أثناء المقابلة وبلغ بهم العطش أقصاه فلهم أن يشربوا بقدر ما يزيلون ذلك العطش ويستمروا في الصيام بعد ذلك.الشروق أونلاين: الدكتور إبراهيم التهامي مقيم في دولة الإمارات المتحدة، هل يوجد فرق بين نكهة رمضان في الجزائر ونكهته في الإمارات أم أن الأمر سواء؟** طبعا يختلف رمضان هنا في الإمارات عن الجزائر، في بعض النواحي، هنا توجد وفرة كبيرة وتنوع في السلع وكل المسلمين عندهم القدرة الشرائية، فيه غلاء ولكن تنافس بين الأسواق وهناك استقرار للسلع مما يمكن الفقراء من الشراء، لا توجد مظاهر السلبية في الأسواق مثل التي عندنا. البائع هنا لا يستطيع أن يغشك في السلعة مثلما هو الأمر عندنا، ولا يوجد مظاهر الخصومات والسب والشتم والضرب مثلما هو الحال عندنا، طبعا صيام رمضان هنا أسهل من صيام رمضان في الجزائر، لكن نكهة رمضان في الجزائر لا تعلوها نكهة، هنا الأجواء عادية في رمضان بحكم أن غالبية الناس أجانب وغالبيتهم غير مسلمين لذلك لا نحس برمضان كما هو الحال عندنا. بالنسبة للفريق الوطني، أولا أتمنى أن يستمر في إنجازاته المفرحة وتأهله أمام ألمانيا، بالفوز عليها ولِمَ لا؟ وإن كان هذا ليس مؤكدا لأن الفريق الوطني متذبذب قد يلعب مباراة كبيرة جدا كما فعل مع كوريا الجنوبية ويلعب مباراة أخرى سيئة جدا فلا تستطيع أن تتكهن بالنتيجة، ويعد فوز الفريق الوطني وتأهله في ذاته تأهلا غير مسبوق جزائريا وعربيا وإفريقيا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)