الجزائر

الغزاويون يفجعون من مناظر الخراب التي كشفت عنها التهدئة



الغزاويون يفجعون من مناظر الخراب التي كشفت عنها التهدئة
دخل قطاع غزة في هدنة الإنسانية التي ستدوم ثلاثة أيام، والتي تستوجب وقف إطلاق النار من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي المحتل، وذلك بعد موافقة الطرفين، مساء يوم الاثنين، على المقترح المصري القاضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة ل72 ساعة، اعتبارا من الثامنة صباح الثلاثاء بتوقيت القدس.جيش الاحتلال يجلي قواته من قطاع غزة بعد تدمير أغلب الأنفاقمطالب دولية بتحويل إسرائيل لمحكمة العدل الدولية بدعوى جرائم الحرب قال الناطق باسم جيش الاحتلال، بيتر ليرنر، إن جيش الاحتلال سيعيد نشر قواته في مواقع خارج قطاع غزة، موضحا أن الجيش استكمل عملية تدمير الأنفاق. وتحدثت محطتا الإذاعة الرئيسيتان بإسرائيل عن استكمال القوات البرية الإسرائيلية مهمتها الرئيسية في غزة وهي تدمير الأنفاق، وقالت إن 32 على الأقل من الأنفاق وعشرات من الخنادق جرى تحديد مواقعها ونسفها قبل بدء سريان الهدنة، هذه الأخيرة التي جاءت بعد تصعيد الضغوط الدولية على إسرائيل جراء ما تقوم به من أعمال عنف في حق المدنيين. وأكد رئيس الوفد الفلسطيني بالقاهرة، عزام الأحمد، للجزيرة، أن الوفد وافق على المقترح المصري بوقف إطلاق النار الذي ستليه مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل تثبيت التهدئة، كما رجحت الإذاعة الإسرائيلية توجه وفد إسرائيلي خلال ساعات إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة. ومن جهته أكد أفيخاي أدرعي، الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر صفحته على الفيسبوك أنهك ”بناء على تعليمات المستوى السياسي يتخذ الجيش الإسرائيلي الخطوات الميدانية اللازمة لتطبيق قرار وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة بعد تحقيق أهداف عملية الجرف الصامد، حيث تم هدم الأنفاق الإستراتيجية خلال ساعات الليل المتأخرة من يوم الاثنين، وأنه حتى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ستنسحب القوات الإسرائيلية بكاملها من قطاع غزة وتنتشر في الجانب الحدودي، حيث تتواصل عملية ترميم وإعادة بناء السياج الأمني”. وأكد المتحدث ذاته أن الجيش الإسرائيلي لا يزال في حالة من الاستعداد ولن يتم تسريح وحدات الاحتياط. كما تجدر الإشارة إلى عدم تسجيل أي غارة أو خرق للتهدئة خلال لحظاتها الأولى، عكس ما جرت عليه العادة في المرات السابقة، التي قامت فيها إسرائيل بخرق الهدنة بعد وقت قصير من انطلاقها، لتعود الحركة في شوارع القطاع من قبل المواطنين الراغبين في تفقد منازلهم أو التزود بحاجياتهم.في حين أعلنت مصادر فلسطينية في مدينة القدس المحتلة عن مواجهات عنيفة اندلعت بين المصلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، صباح أمس. عقب إقدام قوات الاحتلال على إغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين الذين أدوا صلاة الفجر في أزقة القدس القديمة ومداخلها، وآخرين قبالة أبواب المسجد الأقصى، وذلك بعد منع الاحتلال من هم دون سن الخمسين من الرجال من دخول الأقصى، كما منعت قوات الاحتلال غالبية النساء من دخوله كذلك.وأضافت ذات المصادر أنه من المتوقع أن تشهد الساعات القريبة تدفقا للعديد من الفلسطينيين، تلبية لدعوة أطلقتها قيادات وطنية وإسلامية لشد الرحال إلى الأقصى، في ظل دعوات المستوطنين وجماعات يهودية لاقتحامه بالتزامن مع ما يُطلق عليه الاحتلال بذكرى ”خراب الهيكل المزعوم”، وأشارت إلى أن قوات الاحتلال شددت، منذ مساء الإثنين، من إجراءاتها حول المسجد الأقصى، وضيّقت على دخول المصلين، لكن بالرغم من ذلك تمكن عدد من المصلين من الوصول إلى الأقصى، وانضمامهم إلى صفوف المعتكفين.في الوقت نفسه، دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمزيد من عناصر وحداتها الخاصة في شوارع وطرقات وأزقة البلدة القديمة المؤدية والمفضية إلى الأقصى، وسيرت دوريات راجلة في كافة الشوارع، فضلا عن نصب حواجز على بوابات البلدة القديمة للتدقيق في بطاقات المواطنين الفلسطينيين.الفلسطينيون يصابون بالذعر من مناظر الدمار أثناء الهدنةبدأ الفلسطينيون في قطاع غزة والقاطنون في المناطق الحدودية يتفقدون منازلهم وأراضيهم فور بدء سريان الهدنة، التي انطلقت صبيحة أمس على أن تدوم 72 ساعة، وذلك بعد إتمام قوات الاحتلال انسحابها من تلك المناطق. وذكر شهود عيان لوكالة ”القدس برس” ذعر المواطنين مما شاهدوه من دمار وخراب خلفه الاحتلال الإسرائيلي، سواء في هدم المنازل والمساجد والمزارع أو تدمير الطرق والمنشآت، وخطوط المياه والكهرباء والاتصالات، حيث بدت المناطق الحدودية سواء في بيت حانون أو حي الشجاعية أو جحر الديك أو خزاعة أو شرق رفح، وكأن زلزالا عنيف ضربها وأبادها عن بكرة أبيها.ونقلا عن وكالة ”القدس برس” فقد واصلت طواقم الإسعاف انتشال المزيد من جثامين الشهداء أسفل المنازل المدمرة، حيث تم انتشال 7 شهداء شرقي رفح المدمرة، وجثماني شهيدين من بلدة جحر الديك. ومن جهته وجه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني مناشدة عاجلة إلى جميع أصحاب الآليات الثقيلة بالمسارعة في رفع أنقاض المنازل التي دمرها الاحتلال، للعمل على انتشال الشهداء بالتنسيق مع الدفاع المدني، وذلك نظراً لاستهداف آليات هذا الأخير من قبل الاحتلال وتعرضها للتدمير الكامل.القسام تنتقم من إسرائيل قبل سريان الهدنة ومطالب بتحرير الأسرى الفلسطينيينوقبل سريان الهدنة بدقائق، دوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل وإلى الشمال حتى مناطق نائية بالقدس، صبيحة يوم أمس، بعد هجمات صاروخية أعلنت حركة المقاومة الإسلامية مسؤوليتها عنها، حيث صرحت، صبيحة الثلاثاء، في بلاغ عسكري لها، عن قصفها لمدينة القدس المحتلة بأربعة صواريخ، وتل أبيب بخمسة من نفس النوع، كما استهدفت في هجومها مدينة بئر السبع ومنطقة ”كريات ملاخي” شرقي عسقلان بثمانية صواريخ من نوع ”غراد” على عدة دفعات.وقد أشارت القسام في البيان ذاته أن هذا القصف يأتي في إطار استمرار ردها على جرائم الاحتلال والتي كان آخرها المجازر بحق عوائل البكري وضهير وعويضة، معتبرة أن الأمر رسالة من المقاومة تفيد باحتفاظها بقدراتها على استهداف إسرائيل بالصواريخ، خلافا لادعاءات الحكومة الإسرائيلية التي أكدت أن عدوانها العسكري حقق أهدافه، وأثر بشكل كبير على قدرات المقاومة، كما صرحت قوات الاحتلال أن القبة الحديدية اعترضت صاروخين باتجاه أسدود، بينما سقطت بقية الصواريخ بمناطق مفتوحة.ومن جهته، طالب ”نادي الأسير” الفلسطيني، صبيحة أمس، الصليب الأحمر وجهات الاختصاص بضرورة التدخل والتعاون من أجل الكشف عن المواطنين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على قطاع غزة. وأوضح قدورة فارس، رئيس ”نادي الأسير”، في بيان له، أنه ”لا يوجد حتى الآن معلومات دقيقة بشأن أعداد الأسرى أو أماكن احتجازهم، في الوقت الذي تزداد التخوفات بأن يكون عدد منهم قد تعرضوا لعمليات إعدام”. وأضاف أن عدم إفصاح الاحتلال عن أسماء من اعتقلهم وأماكن تواجدهم يثير قلقاً كبيرا على مصيرهم، الأمر الذي يستدعي تدخلا من كافة الأطراف المعنية في مقدمتها الصليب الأحمر لإلزام الاحتلال بالكشف عن مصيرهم وبأسرع وقت.نحو جر إسرائيل لمحكمة العدل الدوليةشدد سفير فلسطين في الأمم المتحدة لدى جنيف، إبراهيم خريشي، على ضرورة وجود آليات قانونية دولية تكون أكثر إلزاما قبل التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة إسرائيل على جرائمها في القطاع، وأشار إلى أهمية القرار الذي صدر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في 23 من الشهر الماضي، وتحفظت عليه دول الاتحاد الأوروبي، ورفضته أمريكا، والذي يقضي بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في القطاع الفلسطيني. وعن سبب تأخر السلطة الوطنية الفلسطينية في التوجه للمحكمة الجنائية، كشف السفير الفلسطيني أن السلطة تعمل مع بقية الفصائل حتى يكون هناك توافق من أجل التوجه للمحكمة.وكانت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، دعت في وقت سابق إلى إقامة لجنة دولية للتحقيق في ما يجري بغزة، حيث وجهت اتهامات إلى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. ومن جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية أن المحكمة الجنائية هي الحل لوقف دوامة الظلم الناجم عن ارتكاب جرائم حرب في غزة.كما دعا الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إلى ضرورة المسارعة بالتوقيع على اتفاقية روما والتوجه إلى المحكمة الجنائية، ثم المطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل وعزلها دوليا، مؤكدا أنه لا يجوز أن تنتهي الحرب في غزة دون محاسبة إسرائيل.فرنسا وأستراليا ترحبان بقرار الهدنة المؤقتةانتقد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قتل إسرائيل للمدنيين الأبرياء، منوها أن تفهم بلاده للموقف الإسرائيلي في حربه على غزة لا يعني إعطاءهم الضوء الأخضر لتقتيل الأبرياء العزل، وأضاف أن فرنسا وتل أبيب تربطهما علاقة وطيدة، معربا عن تأييد بلاده لمبادرة وقف إطلاق النار التي طرحتها مصر، مشدداً على استعداد باريس لتقديم مساعدات ملموسة جنباً إلى جنب مع أوروبا لتحقيق الهدوء في قطاع غزة.ومن جهتها، وجهت الحكومة الأسترالية أقوى انتقاد يصدر عنها حتى اللحظة، لحليفتها إسرائيل على خلفية الحرب المستمرة منذ شهر في غزة، إذ وصفت وزيرة الخارجية الأسترالية، جولي بيشوب، قصف مدارس تابعة للأمم المتحدة بالعمل غير المبرر، كما رحبت بالإعلان عن الهدنة الإنسانية التي انطلقت أمس الثلاثاء، وحثت إسرائيل على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحيلولة دون وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين. ويأتي هذا التصريح للوزيرة الأسترالية منافيا لمواقفها السابقة المؤيدة لإسرائيل، والتي تسببت في مرات عديدة في إغضاب الدول العربية والمسلمة.وكانت الوزيرة البريطانية، سعيدة وارسي، قد أعلنت عن استقالتها من منصبها صباح أمس، احتجاجاً على موقف حكومتها من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وقالت وارسي التي شغلت منصب وزير دولة في الخارجية البريطانية دون حقيبة وزارية، في تغريدة نشرتها على موقع ”تويتر”، إنها تنسحب من حكومة الائتلاف التي يرأسها ديفيد كاميرون كخطوة احتجاجية على موقف الأخيرة ممّا يجري من أحداث في قطاع غزة والحرب الإسرائيلية التي راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)